نجوم رمضانية ٢

نجوم رمضانية (٢)

المغرب اليوم -

نجوم رمضانية ٢

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

نجوم مسلسل «الاختيار» جميعاً يستحقون التحية والاحتفاء، وعلى رأسهم المخرج بيتر ميمى الذى بذل جهداً فنياً وبدنياً وذهنياً فوق الطاقة حتى خرجت الأجزاء الثلاثة بهذا الشكل الرائع، ولكنى سأتوقف عند اثنين من نجوم هذا العمل، أحمد عز وياسر جلال، والفنان أحمد عز أدى دور ضابط المخابرات بسمت جديد وأداء مدهش متفرد عن كل ما سبق من مسلسلات المخابرات التى كان يظهر فيها الضابط تقريباً بنمط واحد لا يتغير، كانت تغلب عليه الجدية طوال الوقت، سواء خارج أو داخل المكتب، وبالطبع الجدية شىء مهم ومفروغ منه أن عملاً حساساً مثل هذه المهنة أو الوظيفة أو المهمة يتطلب الجدية والحذر، ولكن الضابط فى النهاية إنسان وبشر له جوانب أخرى كان على أحمد عز فى أدائه أن يلبيها ويجسدها، وقد أداها «عز» بشكل جميل وسلس، جمع بين خفة الدم ورشاقة المشاعر وخوف وشجن الابن على أبيه القاضى الجليل كبير السن الذى يحتاج إلى رعايته واهتمامه، كوكتيل مشاعر صعب أن يجمع خيوطها ممثل، لكن أحمد عز عبر هذه الصعوبة وتجاوزها، وكان لديه هذا الترمومتر الداخلى الحساس، فلم يخلط بين خفة الدم والتهريج، ولم يجعل رشاقة المشاعر تجاوزاً، ولم يحوّل شجن الأحاسيس وحب الأب إلى مناحة وميلودراما.

أحمد عز ممثل حفر اسمه فى عالم النجومية بدأب وإصرار ومعافرة، يمتلك حساً كوميدياً بميزان منضبط لا ينزلق إلى اسكتشات الفارس الرخيصة، استطاع خلق مساحة خاصة له لا ينافسه فيها أحد، وتميز فيها وحلَّق بعيداً، هناك النجم وهناك السوبرستار، وأحمد عز صار هذا السوبرستار، أما ياسر جلال فقد أدى أصعب دور فى حياته، لم يحدث فى تاريخ مصر أن أدى ممثل دور رئيس الدولة أثناء حياته بل أثناء حكمه! لكن ياسر جلال تصدى لهذا الدور ببراعة وفهم، وحافظ على الشعرة الرفيعة ما بين التمثيل والتقليد، فهو قد نفذ إلى الروح، والتقط بعض تفاصيل الشخصية التى تساعده على تجسيد الدور، مثل طبقة الصوت وحركة الأصابع ولغة الجسد، وهذا أصعب ما يواجه أى ممثل، كل حرف موزون بميزان الذهب، وكل لفتة عليها مليون عين، عبء نفسى رهيب وصراع مرعب ما بين النفاذ لنواة وجوهر الشخصية والحفاظ على هيبة ومسئولية الرسالة.

كان منحنى الأداء يتطلب قفزات كثيرة من مشاعر إلى مشاعر أخرى ملخصاً حالة الحراك والغليان التى كانت تعيشها مصر، ما بين هدوء فى الحوار مع محمد مرسى المغلوب على أمره والذى يحركه مكتب الإرشاد، ومشاعر كظم الغيظ مع سماسرة دين وحواة سياسة يعرف جيداً أن لا شئ يهمهم إلا الكرسى، ومشاعر غضب بركانى عاصف حين هدد خيرت الشاطر بميليشيات وعصابات المرتزقة، فانتفض من فرط حبه وخوفه على هذا الوطن الذى كان يتمزق بأنانية وعناد تنظيم مستعد لأن تكون مصر جثة بشرط أن يحكمها، تحية كبيرة لأحمد عز وياسر جلال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجوم رمضانية ٢ نجوم رمضانية ٢



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib