الذكرى الـ33 لاتفاق الطائف لبنان إلى أين
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الذكرى الـ33 لاتفاق الطائف: لبنان إلى أين؟

المغرب اليوم -

الذكرى الـ33 لاتفاق الطائف لبنان إلى أين

ناصيف حتّي
بقلم: الدكتور ناصيف حتّي

تأتى الذكرى الـ٣٣ لولادة اتفاق الطائف فى خضم أزمة سياسية يعيشها لبنان انعكست فى عدم التوصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية التى انتهت فى ٣١ أكتوبر ودخول لبنان فى فراغ رئاسى لا يدرى أحد متى يتم الخروج منه؟. يأتى ذلك ولبنان يعيش فى أسوأ الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية بتداعياتها الخطيرة والمختلفة على الاستقرار المجتمعى وعلى مستقبل الوطن. فراغ رئاسى وحكومة مستقيلة فى وقت لبنان بأمس الحاجة فيه إلى إعادة إنتاج سلطة تطلق وترعى وتقود عملية الإصلاح الشامل المطلوب والمترابط الأبعاد، من المالى إلى الاقتصادى إلى السياسى، لإنقاذ «المركب اللبنانى» من الغرق.
حمل اتفاق الطائف مهمتين: أولا إنهاء الحرب التى انفجرت عام ١٩٧٥ (الحروب اللبنانية وحروب الآخرين عبر لبنان واللبنانيين) عبر تسوية شاملة قامت على تفاهم خارجى (عربى) مدعوما دوليا وفر الغطاء والدعم ودفع وشجع لا بل سهل عملية التوصل إلى الاتفاق أو العقد الوطنى الجديد الذى جاء ليعكس المعطيات الداخلية المختلفة التى استقرت مع الوقت بعد عقود أربعة ونيف من الاستقلال.
طوى الاتفاق صفحة الحرب من جهة؛ حرب الهويات المتقاتلة فى الداخل التى تتغذى على الصراعات الاستراتيجية فى الإقليم. وكان هذا إنجازا كبيرا بحد ذاته من جهة كما أنه فتح صفحة جديدة لتطوير النظام من جهة أخرى.
ثانيا، نص الاتفاق على مجالات مهمة وضرورية للإصلاح منها النزع التدريجى للطائفية دون التخلص منها كليا (العمل على انتخاب مجلس نيابى على أساس وطنى لا طائفى واستحداث مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية وتنحصر صلاحياته فى الأمور المصيرية) بسبب الواقع اللبنانى. لكن لا يعنى ذلك إقفال الباب رسميا أمام المعالجة الجذرية لهذا المرض الذى يفتك دائما بالجسم المجتمعى والسياسى فى لبنان فى مختلف مجالات الحياة الوطنية والذى بقدر ما إن التخلص منه ليس بالأمر المستحيل ولكن دونه الكثير من الصعوبات والعوائق. الأمر الذى يستدعى اللجوء إلى مسار تدرجى. كما أن اتفاق الطائف أكد على أهمية اللامركزية الإدارية وهى مدخل أساسى للإصلاح وللتنمية المناطقية بكل أوجهها.
وحسم الاتفاق أيضا جدل الهوية والانتماء: لبنان دولة عربية ملتزمة بمواثيق جامعة الدول العربية دون تحميل هذا الانتماء أى مفهوم عقائدى أو سياسى أيا كان عنوان ذلك المفهوم فى لحظة معينة فى الإقليم بحيث يجرى توظيفه فى صراعات اللبنانيين والآخرين. الصراعات التى تخدم مصالح دول أخرى على حساب لبنان، فالمطلوب التخلص من دور الملعب لصراعات الآخرين أو صندوق بريد لتبادل الرسائل فى صراعات وخلافات الآخرين.
المطلوب الخروج من لعبة الكراسى الموسيقية للمذهبيات السياسية حول من يمسك بالفعل بالسلطة فى مرحلة معينة أو تحديدا من هو الأول بالفعل بين متساوين بالقانون. الطائف وفر الصيغة التى تسمح بالانتقال نحو ما أشرنا إليه من النزع التدريجى للطائفية. مسار ليس بالسهل ودونه الكثير من العوائق، ولكنه بالممكن والأهم بالضرورى للذهاب نحو بناء الدولة الوطنية وليس دولة تقوم بالفعل على فدرالية طوائفية، كل من أطرافها يملك قدرة ممارسة حق الفيتو دفاعا عن المصالح التى يدافع عنها والتى عادة ما تتغطى أو تغطى بمصلحة الطائفة أو المذهب. وحدها عملية بناء الدولة المدنية فى لبنان؛ دولة التنوع الطائفى والمذهبى فى إطار الوحدة الوطنية. التنوع الذى يغنى ويعزز الوحدة، والوحدة التى تشكل حاضنة للتنوع.
لبنان اليوم أمام مفترق طرق. هل نبقى فى سياسة التسويات الظرفية والهشة والتى تعكس توازنات لحظة معينة فى الداخل وفى الإقليم أم ننخرط فى مسار إصلاحى/إنقاذى طويل أكثر من ضرورى، وليس بالسهل ولكنه ليس بالمستحيل؟

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذكرى الـ33 لاتفاق الطائف لبنان إلى أين الذكرى الـ33 لاتفاق الطائف لبنان إلى أين



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib