هجمات إردوغان المرتدة
نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حجب أغاني الفنانة أنغام على منصة "أنغامي"
أخر الأخبار

هجمات إردوغان المرتدة

المغرب اليوم -

هجمات إردوغان المرتدة

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، كان لعيباً لكرة القدم. اقتحم ميدان السياسة بلباسه الرياضي، وتبادل التمركز في خط الهجوم والدفاع مع رفيقه الأقرب عبد الله غول. وعرف البطاقات الصفراء والحمراء، لكنه تكتك على فريقه أولاً، قبل أن يهتم بالفريق الخصم. تغير ملعبه، وصار مضماراً سياسياً واقتصادياً إقليمياً ودولياً. في هجمة سياسية داخلية، نجح في تغيير النظام التركي من برلماني إلى رئاسي. في 15 يوليو (تموز) 2016 جرت محاولة انقلابية، لم تهدد نظام إردوغان فقط، بل هددت حياته ذاتها، ونجح في وأدها بضربة جزاء، انتصر فيها على الانقلاب، وأنهى في هجمة سياسية مرتدة ما رافق الحياة السياسية التركية من انقلابات شهدتها البلاد في زمن ساد ثم باد. بعدما تبوأ مهام النظام الرئاسي، أعاد رسم كل الخرائط السياسية والاقتصادية والثقافية في تركيا، واسترد روح الآستانة. تركيا الإسلامية التي طوى زمنها وعقلها مصطفى كمال أتاتورك، جعل منها إردوغان قوة سياسية ضاربة، واجترح من ماضيها وتكوينها الإسلامي، سلماً سياسياً وفكرياً، قارع به خصومه في الداخل، وحشد حول درجاته مشاعر الشعب التركي المسلم الذي ارتبطت عظمته التاريخية بالإسلام، والخلافة العثمانية لها نبض حي في قلب الشخصية التركية التي يسكنها التاريخ كما تسكن فيه، وذلك ديدن الأمم التي سادت الدنيا بقوتها الإمبراطورية.
مباراة إردوغان السياسية، ليست من شوطين فقط في زمن محسوب بالدقائق، لقد ابتكر توقيته الإردوغاني. جعل من غريمه القديم غولن المقيم في أميركا، وله مؤسسات وأتباع وقوة من مريدين داخل تركيا وخارجها، جعل منه لوحة، يطلق نحوها سهامه السياسية، وخاض معركة كلامية وسياسية وقانونية مع الولايات المتحدة، وطالبها بتسليم غولن الذي اتهمه إردوغان بأنه مخطط الانقلاب العسكري الفاشل. متحف آيا صوفيا، ليس مجرد مبنى له قيمة تاريخية فريدة، إنه معلم مسكون بقوة التاريخ والدين، بل هو أيقونة معنى في التاريخ والعقائد. تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، أو لنقل إعادته، كانت هجمة على مرمى شباكه من الحديد الصلب. في القسطنطينية وما حولها كانت المواجهات المذهبية المسيحية التي رسمت مسارات المذاهب المسيحية. رجب طيب إردوغان، عضّ بأسنانه السياسية على نتوءات الماضي وكل ما فيه.
تركيا عضو مؤسس لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهي القوة العسكرية الثانية في الحلف، وهذا الانتماء يعطيها قوة ليست عسكرية فقط، بل سياسية أيضاً. الولايات المتحدة هي الرأس الممول والقائد لهذا الكيان العسكري الضارب، لكن الرئيس اللعيب إردوغان، فتح خراطيم الخلاف العلنية مع رأس القوة الأولى في العالم، أميركا. تدخّل سياسياً وعسكرياً في سوريا بحسابات على الأرض وفي الجو تصدم بوصلة المؤشر الأميركي. عندما أرادت الإدارة الأميركية أن تلامس أصابعه التي يخط بها خياراته، وأبعدته عن مشروعها العسكري الجوي المتفوق F35 قلب إردوغان لها ظهر المجن، وتوجه إلى غريمتها روسيا في هجمة مرتدة، واشترى منظومة S400. غضبت الولايات المتحدة، ولكنها في النهاية سجلت هدفاً في شبكتها وابتلعته. في خضم رفع عيار قوته الإسلامية، دقَّ إردوغان طبول الخلاف مع جمهورية مصر العربية، وفتح أبواب دولته لأصوات الإعلام الإخوانية المصرية لسنوات، لكن مصر الكيان الإسلامي العربي الصلب، كما قال الشاعر كامل الشناوي: على بابها تدقُّ الأكفُ ويعلو الضجيج... رياح تثور... جبال تدور... بحار تهيج. أدرك اللعيب رجب طيب إردوغان، أن باب مصر لا تهزه الأصوات، فأعاد إردوغان دوزان أوتاره السياسية والإعلامية، ومدَّ يد السلام إلى باب مصر. علاقته مع دول الخليج بقوتها المالية والجيوبوليتيكية، والتوازن القوي والناعم الذي تمثله في المنطقة، لعب إردوغان وسط ميدان المصالح وحسابات الموازين الإقليمية، فعاد إردوغان وفي يديه حناء العقيدة والدين وخطوط المصالح. قصة إردوغان مع إسرائيل، يمكن أن تقرأ من اليمين إلى اليسار أو العكس. في وهج راياته الإسلامية، مضى إردوغان إلى الصندوق المستطيل، فأعلن بصوت سياسي دعمه للقضية الفلسطينية، ومضى إلى خطوط «حماس». لكنه بمهارة أو دهاء المراوغ، في النصف الثاني من الملعب، دعا رئيس إسرائيل إلى زيارة تركيا، وبعد ذلك أرسل وزير خارجيته مولود شاويش أوغلو إلى إسرائيل. لعب على الأجنحة وتجاهل المرمى البعيد. الحرب الروسية على أوكرانيا، جلمود صخر سياسي حطَّه بوتين من علٍ. صارت الحرب هي الكرة في الملعب العالمي الكبير. فتح الرئيس رجب طيب إردوغان أبواب تركيا للحوار بين أوكرانيا وروسيا. مضيق البسفور حلبة الضيق والسعة التاريخية، وكان يوماً علامة على قوة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل وضعفه. لتركيا إردوغان أرقام وحروف، تسقط ظلالاً على حائطها المالي الذي طاله الوهن. نجح إردوغان في صراعه أو مبارياته. لكن السؤال الحديدي الثقيل هو، بأي أقدام سيلعب رجل تركيا في ملعب الانتخابات التركية المقبلة، وخصمه الشرس هو فريق الليرة التركية التي وهن السعر منها، ورأى الأتراك فوق أوراقها ملامح لعيب أرهقه الوقت الإضافي في ميدان الزمن السياسي، الذي له حبال تفتلها أوراق انتخابية في صناديق خارجها وداخلها أسرار، لا يعلمها إلا الناس.
المباراة مع الليرة ميدانها بطون الناس، وللبطون شبكة بلا حارس محترف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هجمات إردوغان المرتدة هجمات إردوغان المرتدة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا

GMT 12:54 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب السبت 26-9-2020

GMT 05:54 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل المطاعم في "سراييفو" البوسنة والهرسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib