تونس في انتظار جمهورية قيس
نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حجب أغاني الفنانة أنغام على منصة "أنغامي"
أخر الأخبار

تونس في انتظار جمهورية قيس

المغرب اليوم -

تونس في انتظار جمهورية قيس

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

الرئيس التونسي قيس سعيد، وعد بجمهورية لا يزال كثير من التونسيين يقفون أمام باب الأيام ينتظرون خروجها من غرفة الولادة. المخاض يزمجر في الشوارع وفي ردهات الأحزاب والجامعات وحلقات المجتمع المدني. تونس تخوض معارك بعضها بارد وبعضها يشعله الغموض، وأخرى تدكها مدافع أسئلة التوجس، بل الخوف. الرئيس قيس سعيد أعلن في 25 يوليو (تموز) من السنة الماضية، ثورة قصر قرطاج على التكوين السياسي التونسي. وانطلق في مسيرة تغير تدريجي متحرك. المحصلة الأخيرة، حل البرلمان، وحل المجلس الأعلى للقضاء، ولجنة الانتخابات، وأوقف 57 قاضياً عن العمل، ومنع عدداً من الشخصيات السياسية من السفر. عين الرئيس لجنة استشارية لإعداد مسودة للدستور سيجري الاستفتاء عليها قريباً، وأعلن أن هدفه الذي يتحرك نحوه بتلك الخطوات هو تأسيس جمورية تونسية جديدة، فهل هي جمهورية رئاسية أم برلمانية أم مختلطة؟
جمهورية بورقيبة أم بن علي؟ أم جمهورية قيس سعيد التي تركض وراءها الأحداث وضربات القلوب، وتحدوها غشاوة الترقب والتوقعات؟ هبت العواصف، وتعالت الأصوات، واختلفت الحركات بل تصادمت. الشارع تحول إلى حلبة مخاض آخر. مؤيد يهتف للرئيس، وآخر يهتف ضده. هل ما اتخده الرئيس هو ثورة، أم انقلاب على الشرعية. هناك قوة مؤيدة للرئيس تضم تيارات سياسية وثقافية واجتماعية. في مقابلها انتظمت قوى معارضة. الرئيس ماضٍ بقوة في مشروع الجمهورية الجديدة، ويفكك القوى القائمة التي يراها مصدراً للفساد والانحراف، ويصفها بأنها مضادة لإرادة الشعب وخياراته. رفع شعار الحوار الاجتماعي، لكنه أقصى منه من اعتبرهم قوة الفساد والانحراف، وعلى رأسهم حزب النهضة الإسلامي. قوى أخرى نأت بنفسها عن الاندماج في حوار الرئيس بل عارضته، ومنهم القوى النقابية التي يمثلها اتحاد الشغل، وكذلك الحزب الحر الدستوري، وله وجود مهم في البرلمان المنحل وفي الشارع التونسي أيضاً. تشكلت جبهة أطلقت على نفسها جبهة الإنقاذ أو الخلاص الوطني وضمت مجموعات سياسية لها ثقل سياسي وازن، ومن بينها حزب العمال والتيار الديمقراطي والقطب والتكتل الجمهوري. وأعلنت المجموعة مساندة القضاة الذي أعلنوا إضراباً عن العمل، وأصدر الرئيس قراراً بخصم مدة الإضراب من مرتباتهم.
الرئيس قيس سعيد فتح معركة نصف صامتة مبكراً على القضاء التونسي، ووجه تهماً ثقيلة إلى بعض العاملين فيه، ثم ارتفعت وتيرة الحرب الشاملة الواسعة.
في كلمة طويلة شن فيها الرئيس هجوماً عنيفاً على القضاة، استحضر أبياتاً للشاعر العراقي جميل صدق الزهاوي، تقول:
يا عدلُ إن التفاتاً منك يسعدنا
يا عدلُ إن ابتساماً منك يكفينا
وضاع في الملك عدل يستظل به
ما بين أغماض مرشيٍ وراشينا
تهم عديدة وجهت إلى بعض القضاة خصوصاً في مرحلة هيمنة حركة النهضة على مفاصل الدولة. اتُهم أحد رجال القانون وهو بشير العكرمي، وكيل الجمهورية السابق بالتلاعب بأكثر من 6832 ملفاً تتعلق بالإرهاب، بل إن التحقيقات التي أجرتها النيابة، أشارت إلى وقوف التنظيم السري لحزب النهضة وراء اغتيال الشخصيتين السياسيتين البارزتين، شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وأن جهات قضائية تلاعبت في تلك القضية الخطيرة وغيبت ملفاتها. تتعالى الأصوات الآن المؤيدة للرئيس سعيد، وتكيل التهم الثقيلة لحزب النهضة. لكن أصواتاً أخرى تطالب بتفعيل القانون في كل القضايا وعدم تسييسها. تعددت الجبهات وتداخلت. النيران الصديقة عندما تكون سياسية، لا يصدق عليها قول الشاعر أحمد شوقي: جرح الأحبة عندي غير ذي ألم.
رهط من رفاق الرئيس قيس، من أساتذة القانون، رفعوا أصوات الرفض لتوجهاته، بكلمات تتدفق بنيران القانون خصوصاً الدستوري. اللجنة الاستشارية التي شكلها الرئيس لتقوم بإعداد مسودة للدستور، على رأسها أستاذ القانون المعروف الصادق بلعيد، وتضم: أحمد فريعة وكان وزيراً للداخلية في عهد الرئيس زين العابدين بن علي، وعماد الحمامي وهو مفكر إسلامي لكنه لا يتبع حزب النهضة، ود. يوسف الصديق، ود. عبد المجيد الشرفي، وهما من أنصار الدولة العلمانية. ما رشح مبكراً عن توجه لجنة إعداد مسودة الدستور، أنها تتجه إلى إلغاء أي نص يشير إلى دين الدولة، والمساواة التامة في كل شيء بين الرجل والمرأة. لكن أصوات الرفض لهذا التوجه، صدرت من أطراف عدة، وحتى منها الداعمة لعلمانية الدولة، خصوصاً الفصل الذي ينص على أن تونس دولة دينها الإسلام ولغتها الرسمية العربية، حسبما جاء في دستور 2014، وقبله في دستور 1959. يحتج هؤلاء بأن إلغاء الفصل الخاص بدين الدولة وهو الإسلام، سيكون سلاحاً يُعطي لقوى التطرف والتشدد الديني، وسيفسر ذلك على أنه إعلان حرب على الدين الإسلامي في تونس، بتوجيهات أجنبية مباشرة، مثلما اتهم دستور عام 1861 الذي عُرف بعهد الأمان الذي أصدره الباي، وقيل إنه بتعليمات من القناصل الإيطاليين والفرنسيين وغيرهم. يضيف المعترضون على إلغاء النص على دين الدولة في الدستور الجديد، أنه قد يدفع الغالبية من المواطنين إلى الاعتراض عليه في الاستفتاء. ويضيف هؤلاء أن الفصل 72 من دستور سنة 2014 نص على أن يكون رئيس الدولة تونسياً مسلماً، وأن الرئيس قيس سعيد أعلن مراراً، أن الشريعة الإسلامية هي المرجعية في الميراث. الأيام المقبلة في تونس حبلى بعواصف وبراكين. ماذا ستكون المخرجات الكاملة والنهائية للجنة إعداد الدستور، وماذا سيكون حجم الإقبال الشعبي على الاستفتاء عليه؟ الإضراب الذي أعلنه الاتحاد العام التونسي للشغل، رآه بعض المحللين بداية لدخول البلاد في دوامة الإفلاس الرسمي للبلاد.
الرئيس قيس سعيد ذاته، صار هدفاً للهجوم المباشر عليه من شخصيات سياسية وقانونية ومثقفة. حمة الهمامي أمين حزب العمال، وكذلك نجيب الشابي الذي يتزعم جبهة الإنقاذ، والصافي سعيد الكاتب وعضو البرلمان المنحل، وكذلك رجل القانون الدستوري البارز عياض بن عاشور الصديق والزميل السابق، للرئيس سعيد، كلهم يصفون الرئيس سعيد بأنه يؤسس لجمهورية رئاسية ديكتاتورية، أشد وطأة من جمهوريتي بورقيبة وبن علي.
جمهورية قيس سعيد المنتظرة، كيان يتحرك بدافع من خلفه، وقوة تلاحقه معترضة، وضائقة مالية تهز البيوت والقلوب. لكن المنتظر له وقع أقدام في الشارع، وأصوات تتدفق حولها، وتلف أحزمة المجهول على آفاق تونس التي كانت خضراء حارقة للأكباد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس في انتظار جمهورية قيس تونس في انتظار جمهورية قيس



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا

GMT 12:54 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب السبت 26-9-2020

GMT 05:54 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل المطاعم في "سراييفو" البوسنة والهرسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib