أميركا وأوروبا وبينهما «الناتو»
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

أميركا وأوروبا وبينهما «الناتو»

المغرب اليوم -

أميركا وأوروبا وبينهما «الناتو»

عبد الرحمن شلقم
عبد الرحمن شلقم

القارة العجوز، لا يزال هذا العنوان معلقاً في رقبة القارة الأوروبية، إذ هناك أوروبا جديدة شابة وهي الولايات المتحدة الأميركية الوليدة الشابة لأمها أوروبا القديمة. الأوروبيون اكتشفوا الدنيا الجديدة وتدفقوا نحوها يحملون معهم أديانهم وثقافتهم وقوتهم وعلمهم وفلسفتهم، وصنعوا كيانهم الجديد الولايات المتحدة.

الحبل السري الرابط بين القارتين القديمة والجديدة لم ينقطع قط، وإن تغير طوله وقوته عبر الزمان وتطوراته في سلمه وحربه واقتصاده وسياساته وتحالفاته. هيمنت فرنسا وبريطانيا على العالم بقوتيهما العسكريتين عبر مشروعيهما الاستعماريين الواسعين، لكن الحرب العالمية الأولى أعادت ترتيب معادلات القوة العالمية، إثر قيام دولة الاتحاد السوفياتي الشيوعية وتدخل الولايات المتحدة عسكرياً لأول مرة في أوروبا، وبدأت الهيمنة الفرنسية والبريطانية يضعف عودها وتقر بنمو الريادة الأميركية. الحرب العالمية الثانية فتحت أبواب الدنيا على عصر جديد. أرادت ألمانيا النازية أن تعيد خارطة القوة في أوروبا واحتلت فرنسا وهدَّدت بريطانيا التي بقيت لوحدها تواجه النازية الألمانية والفاشية الإيطالية، وأصبح انتصار هتلر مسألة وقت. تدخلت الولايات المتحدة بقواتها العسكرية الهائلة، وقادت مع القوات السوفياتية معركة الهزيمة الماحقة للنازية الألمانية. هيمنت أميركا على غرب أوروبا، في حين سيطر الاتحاد السوفياتي على شرقها.

خارطة قوة عالمية جديدة ولدت من رحم الحرب العالمية الثانية، وقامت كل واحدة من القوتين بتكريس منهجها السياسي في الجزء الذي سيطرت عليه من القارة العجوز، الغرب الديمقراطي، حيث تعدد الأحزاب وفتح الأبواب للنشاط السياسي واقتصاد السوق، في حين صار النظام الشيوعي القائم على حكم الحزب الواحد التابع لموسكو، المتحكم في دول الشرق. مشروع أميركا الذي عُرف بمشروع مارشال لإعادة إعمار بلدان أوروبا الغربية وتأسيس كيانها الاقتصادي الرأسمالي والصناعي، كان خيوط الحبل السري الجديد الذي ربط بين الجزء الغربي من القارة العجوز والقوة القارية والعالمية الجديدة، الولايات المتحدة. دول غرب أوروبا التي خرجت من الحرب العالمية الثانية شبه مدمرة بالكامل، استقبلت الوجود العسكري الأميركي على أراضيها طائعة وسلمت بالتبعية السياسية لواشنطن بما فيها الإمبراطوريتان السابقتان فرنسا وبريطانيا.

الولايات المتحدة القوة الجديدة الأعظم، وجدت نفسها أمام عدو آخر له قوة عسكرية وآيديولوجية عابرة للحدود تستهدف التمدد في كل الدنيا، فأسست ذراعاً عسكرية لمواجهة المشروع السوفياتي، حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وصارت أوروبا رهينة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً للولايات المتحدة الأميركية.
تأسست أحزاب شيوعية في غرب أوروبا وكبرت بسرعة وارتبطت بموسكو مباشرة وتصاعد تأثيرها السياسي والنقابي، وأدركت دول أوروبا الغربية أنها أصبحت رهين القوتين العظميين في موسكو وواشنطن. شرع السياسيون في دول أوروبا الغربية في البحث عن رابط خاص يضمها في إطار اقتصادي ويوفر لها هوية تعاون في ميدان الصناعة التي تشكل الرافعة الأساسية لقوتها الاقتصادية، ويبني جسراً بينها يزداد اتساعاً وطولاً ويفتح أبواباً لتقارب سياسي واجتماعي في المستقبل. الجماعة الأوروبية للفحم والحديد والصلب (ecsc) تأسست رسمياً سنة 1951، بموجب معاهدة باريس التي وقعت عليها بلجيكا، وفرنسا، وإيطاليا، ولوكسمبرغ، وهولندا، وألمانيا الغربية، وكانت أول منظمة دولية تقوم على مبدأ الوحدة فوق الوطنية. هذه المعاهدة التأسيسية ظلت العقل الذي يحرك أوروبا نحو التعاون والتكامل الذي توج بقيام الاتحاد الأوروبي مروراً بالسوق الأوروبية المشتركة. كانت فرنسا الدولة التي لها حاسة سياسية تستشعر دبيب الهيمنة الأميركية والسوفياتية على القارة الأوروبية وتعمل بهدوء على تخليق كيان أوروبي يصلب تماسك القارة ويجعل لها درعاً مقاوماً للتبعية للشرق السوفياتي أو للولايات المتحدة الأميركية.
نجحت أوروبا في إقامة اتحاد اقتصادي كونفدرالي تحت اسم الاتحاد الأوروبي، وتحوّلت القارة كلها شرقها وغربها إلى كيان اقتصادي واحد تتحرك فيه شعوبها بحرية ولها عملة واحدة ومصرف مركزي وبرلمان ومجموعة تنفيذية، وحافظت كل دولة على كيانها الوطني بحكومته وبرلمانه وجيشه ومنظومة أمنه. رغم ذلك بقي سؤال الدفاع عن الاتحاد دون إجابة، أو لنقل إنه ظل مرتبطاً بتكوين عسكري هو حلف «الناتو» الذي جمع دول أوروبا الغربية مع الولايات المتحدة في بداية الحرب الباردة بين كتلتي الشرق والغرب، وقابله حلف وارسو الذي جمع الدول الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفياتي. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وخروج دول أوروبا الشرقية من تحت مظلته وزوال حلف وارسو أصبح السؤال، مَن هو العدو الذي سيواجهه حلف الناتو؟ وهل ستبقى أميركا هي القائد والآمر للحلف تحركه بقرار منها؟ هي التي تدفع النصيب الأكبر في ميزانية الحلف وتنشر جنودها وقواعدها في أراضي أوروبا. خارطة الأعداء تغيرت في الاستراتيجية الأميركية، وصارت الصين هي التي تُوجه لها قرون الاستشعار العدائية السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية الأميركية.

أوروبا الجديدة في اتحادها الاقتصادي الكونفدرالي الكبير القوي، شبَّت على طوق الهيمنة الأميركية، وصار لها أقلامها وأوراقها الخاصة التي ترسم عليها خرائط حساباتها وخياراتها. الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خاطب أوروبا بلغة الوعيد، وطلب منها أن تدفع أكثر في ميزانية حلف «الناتو» وأن تأتمر بأمره في سياساتها الخارجية. بدأ الخلاف بين الجانبين. أوروبا لا ترى في الصين عدواً يهددها بأي شكل من الأشكال، بل ترى فيها شريكاً اقتصادياً حيوياً مهماً، فهي السوق والمصنع الأكبر في العالم، أما روسيا اليوم كما يراها الاتحاد الأوروبي فهي ليست الاتحاد السوفياتي ويمكن التعاون معها اقتصادياً وأمنياً رغم الخلاف، بل والعراك في بعض المحطات الأمنية، وكذلك في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية وغيرها من القضايا.

أوكرانيا حلبة صراع بين روسيا وأميركا، لكن الاتحاد الأوروبي له مقاربته الخاصة للخلاف الروسي الأوكراني. تراجع الإقرار المطلق بقيادة الولايات المتحدة لحلف «الناتو»، ومراجعة هذا الأمر لم تعد سراً أو همساً في دوائر السياسة الأوروبية، خاصة بعد الغزو الأميركي للعراق الذي لم تستشر فيه أوروبا، بل اندفعت منفردة وأمرت دول الحلف باللحاق بها رغم اعتراض فرنسا، وانفردت الولايات المتحدة الأميركية بتشكيل النظام العراقي بعد سيطرتها العسكرية على كامل الدولة العراقية. ذات الشيء حدث في أفغانستان من البداية إلى النهاية. أوروبا لحقت قواتها بالجيش الأميركي الذي هاجم أفغانستان بعد الهجوم على برجي نيويورك من قِبل عناصر «القاعدة» التي تقيم قيادتها في أفغانستان، وعندما قررت الولايات المتحدة الانسحاب من البلاد التي تمركزت فيها القوات الأميركية ومعها قوات «الناتو» على مدى عشرين سنة، لم تستشر شركاءها أعضاء حلف «الناتو»، ووجدت الدول الأوروبية نفسها مرغمة على قبول عشرات الآلاف من الأفغان الفارين من بلادهم بعد سيطرة «طالبان» على أفغانستان.

لقد تراكم تراب الخلاف بين الطرفين الأميركي والأوروبي ويزداد ثقلاً من دون توقف حول مسألتي الأمن والدفاع، وصار مستقبل حلف «الناتو» سؤالاً مطروحاً بقوة في الدوائر السياسية الأوروبية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا وأوروبا وبينهما «الناتو» أميركا وأوروبا وبينهما «الناتو»



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا

GMT 12:54 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب السبت 26-9-2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib