غلق مدرسة المستقبل
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

غلق مدرسة المستقبل

المغرب اليوم -

غلق مدرسة المستقبل

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

الأخبار التي تزدحم في وسائل الإعلام المختلفة، تضيف لها شبكات التواصل الاجتماعي، ضربات تجعل زمننا ظلاماً لا ينقشع. مساحة واسعة يزمجر فيها القتل والتهجير والجوع والمرض. الحرب مطرقة تهوي على رؤوس البشر وأجسادهم، منذ أن دبَّت الحياة فوق التراب. وراء كل حرب غرائز مصابة بعلة الضعف والجهل. لكل حرب نهاية. لكن تبقى جروحها محفورة في كيان المنتصر والمهزوم.

الحرب الأخطر والأدهى هي تلك التي يشنُّها شعب على نفسه. أوبئة تعصف في جسد المجتمع، كما تثور الخلايا السرطانية في كيانه، تدفع العوام إلى حفر الوهم المدمّر. ما اشتعلت حرب إلا كانت قدّاحتها، أفكار مريضة مشوهة قاتلة. التاريخ يقول لنا: لا مندوحة من يقظة العقل، الذي ينزُّ الماء القادر على إطفاء الحروب. المعركة الكارثية هي تلك التي يطلق فيها شعب النار على مستقبله، وهو يعتقد أنه يُحسِن صُنعاً. تحت شعارات أو عناوين، تُكتَب بحروف الدين، أو القيم والموروث. يتصدر قلَّة من الانتهازيين الجهلة مشهد الحياة في بلدان طاولتها نكبة التخلف، يفتلون حبالاً من الوهم، لتكون الأغلال المقدسة، لجر الشعوب قسراً إلى كهوف الظلام البهيم.

المستقبل أفق له وجود خاص، وحواس يُبدِعها الإنسان بالعلم والعمل، وقوة العقل الحر المبدع الخلاق. كل أمة حققت فرحة الحياة، بنتها من عرق عقول المفكرين والعلماء والفلاسفة، الذين بنوا مصنع المستقبل. لا قوة تستطيع كسر أغلال التخلُّف، سوى وهج ومضات الحرية والعقل الفاعل المبدع. ضوء اليقظة يلوح مع فجر الحياة العاقلة، حياة تنطلق فيها حواس البشر بقوة، نحو بناء مستقبل يندفع نحو رحابه الجميع. في العقود القريبة الماضية، اتسع الحديث عن النمور الآسيوية. شعوب نفضت غبار التخلف الثقيل، وقفزت من حفر الوهم الموروث إلى أفق الوجود المرتجى. فيتنام التي خاضت حرباً طويلة مع قوة ضاربة، من أجل الوحدة والحرية والتقدم، وكلفتها الملايين من الضحايا، والدمار الشامل، صارت اليوم نمراً عالمياً، وليس آسيوياً فقط. خلعت رداء الآيديولوجيا، وأعادت إنتاج عقلها، وفتحت فيتنام أبوابها لدفق عصر جديد. الاقتصاد الأزرق يقوم على تصنيع ماء البحر، وتحويله إلى قوة منتجة للطاقة والطعام. دولة سنغافورة الصغيرة بُنِيَت فوق كتلة من الصخر، نمر آخر فكَّ أغلال عقله، فصارت كل يد على أرضه تعادل آلاف الأيدي، في بلدان الظلام البهيم، وحقق المواطن فيها أعلى متوسط دخل في العالم. هل نستطيع أن نتحدث عن المعجزة، التي لها شهيق وزفير، وهي كوريا الجنوبية، في سطور قليلة؟ قمت بزيارة رسمية إلى هذا البلد العجيب سنة 2002 قادماً من شقيقتها كوريا الشمالية، عندما كنت وزيراً لخارجية ليبيا، ومعي وفد كبير من الوزارة. لا يُصاب المرء بالذهول فحسب، بل يُصاب بالدوار العنيف، عندما يحاول أن يجد سؤالاً واحداً، عن سبب الهوة الرهيبة، التي رسمت الاختلاف الذي لا يمكن وصفه، بين بلد واحد منقسم إلى كيانين. الحرية والمبادرات الفردية، وتوظيف العلم لرفاهية وسعادة الإنسان، تلك هي الروافع، وغيابها يصنع معاول الديكتاتورية والعنف والجوع والخوف. يتحول البشر إلى أشياء تتحرك في آلات لا رؤوس لها. كوريا الجنوبية قادتها سيدة من فوق كرسي رئاسة الجمهورية، وحققت نقلة اقتصادية مهمة، لكنها دخلت السجن بقوة القانون، عندما اعترفت بارتكاب مخالفات مالية. المرأة المسلمة حليمة يعقوب ترأست دولة سنغافورة. كانت صوت الضمير الوطني المنحاز للحرية والشفافية وسيادة القانون. ما زال شعبها يذكرها كرمز للوحدة الوطنية، والمدافعة عن المساواة بين مكونات الشعب، وفتح الأبواب أمام المرأة في جميع المجالات. في جمهورية باكستان، قتل التعصب السيدة بناظير بوتو التي أشعلت أضواء التنوير، وبذلت جهداً عبر سنواتها القصيرة، لتكريس التسامح والحرية والديمقراطية. امتدت لها نار الجهل والكراهية، فحرقت أغصاناً للمستقبل كانت حلماً للمسحوقين.

الجهل هو اليد المبدعة لجنون الهدم، وزرع التخلف وقمع العقل والحرية. تدمير المرأة ودفنها في ركام التخلف هو المطرقة الغاشمة لتدمير مستقبل الشعوب الحالمة بالولوج إلى دنيا العصر الإنساني الجديد المزدهر.

حافظ إبراهيم، الشاعر المصري الخالد، كان صوتاً رائداً عابراً للزمن، قال:

الأمُّ مدرسة إذا أعددتَها

أعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ

الجهلة المتخلفون يهربون مع سبق التخطيط والقصد إلى حفرتين يصبون فيهما لعنات الكوارث التي يبدعها صديد جهلهم، وهما المؤامرات الخارجية، والمرأة الممثل الشخصي المتحرك للشيطان فوق الأرض، ووسط النسيج الاجتماعي (هكذا). لا يعلم هؤلاء الجهلة كم هو عدد النساء اللائي حصلن على جائزة نوبل في كل فروع العلوم، والنساء اللائي أعطين حياتهن للأعمال الإنسانية، في مساعدة اليتامى والفقراء والمرضى. هم بكل تأكيد لم يسمعوا باسم السيدة ماريا تيريزا، ناهيك من عبقرية مستشارة ألمانيا السابقة أنجيلا ميركل، التي كرست وحدة ألمانيا، وحققت حضوراً أوروبياً فاعلاً في السياسة الدولية. لقد وضع الشاعر الرائد حافظ إبراهيم، شرطاً تأسيسياً، عندما قال «الأم مدرسة»؛ (إذا أعددتها). نعم، إذا أعددتَها. ماذا لو دمرتَها؟ ببساطة أغلقتَ أبواب المستقبل بقفل جهلك. المرأة هي الرحم الذي يلد المستقبل الجديد، بإنسان جديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غلق مدرسة المستقبل غلق مدرسة المستقبل



GMT 19:50 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 19:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 19:46 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 19:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 19:39 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 19:33 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 19:30 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib