وأنا معاهم كمان

وأنا معاهم (كمان)

المغرب اليوم -

وأنا معاهم كمان

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

اسمحوا لي أن أروي لكم هذه الواقعة الحقيقية المؤثرة، التي فيها عبرة لمن أراد أن يعتبر، وقد حكاها لي أحدهم، قائلاً:
دخل رجل إلى أحد فروع الهايبر ماركت البريطاني الشهير، وجمع من الفواكه ما يعادل ثمنها 7 دولارات أميركية، وحاول الخروج بها خلسة من دون أن يدفع الثمن، اقترب منه (محمد رضوان) مدير الفرع، حيث كان يتابعه على شاشات المراقبة في مكتبه، فأسقط في يدي الرجل واعترف فوراً بأن نيته كانت السرقة وعدم الدفع. هدأ (محمد رضوان) من روعه وطلب منه معرفة السبب الذي دفعه إلى ذلك، أقسم الرجل وهو في حالة يرثى لها من الخوف والارتباك أنه ترك عمله منذ فترة، لرعاية أطفاله الثلاثة وزوجته التي أنجبت حديثاً، وأصيبت بغيبوبة بعد الولادة.
استبقى المدير الرجل في مكتبه، وأرسل أحد أفراد الأمن إلى منزل الرجل، بحسب العنوان الذي قدمه، للتأكد من صدق روايته، وفعلاً تأكدت رواية الرجل المسكين، فبادر (محمد رضوان) إلى منحه السلع التي أراد الحصول عليها مضيفاً إليها أطعمة ومواد غذائية وسلعا أخرى، ومنحه مبلغاً من المال وعرض عليه وظيفة في الهايبر ماركت الذي تكفلت الشركة المالكة له، بدفع نفقات التحاق الأطفال بالمدرسة، ومعالجة الأم المصابة بالغيبوبة.
القصة هزت ماليزيا خلال أيام قليلة، وتم عرضها مرات عديدة على شاشات القنوات المحلية وفي الصحف، حتى وصل صداها إلى المقر الرئيسي لشركة (Tesco) في بريطانيا، فقامت الشركة بالتبرع بكوبونات شراء تكفي الرجل وعائلته سنة كاملة، وتم عرض القصة في بعض القنوات والصحف البريطانية مع الكثير من عبارات الثناء على مدير الفرع الذي أصبح فجأة مشهوراً في جميع أنحاء ماليزيا وبريطانيا، بل بلغت شهرة (رضوان) نفسه الآفاق، وكذلك السوق الذي يعمل فيه، حيث تتابعت أفواج المشترين بزيادة كبيرة جداً، للشراء من هذا السوق الذي يمتلك حساً إنسانياً عالياً – انتهى.
حقاً: فالرحمة قبل العدل أحياناً، والعطاء يفتح أبواب الرجاء والأمل.
عندها تذكرت (الشافعي) الذي قال:
الناس للناس ما دام الوفاء بهم/ والعسر واليسر أوقات وساعات
وأفضل الناس ما بين الورى رجل/ تقضى على يده للناس حاجات
لا تقطعن يد المعروف عن أحد/ ما دمت تقدر والأيام تارات
واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت/ إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم/ وعاش قوم وهم في الناس أموات
رحم الله الشافعي وكل من قرأ ذلك، وأنا معاهم (كمان).

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وأنا معاهم كمان وأنا معاهم كمان



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 16:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك
المغرب اليوم - مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 08:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:18 2022 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

« بكتيريا متطرفة » لإزالة التلوث النفطيِ

GMT 23:41 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

هامبورغ أكثر الأماكن المذهلة لقضاء شهر العسل

GMT 14:14 2017 الإثنين ,05 حزيران / يونيو

اتحاد طنجة يخطط لضم نعمان أعراب من شباب خنيفرة

GMT 16:18 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الإتحاد الأوروبي يطلّق تحقيقاً مع تيك توك ويوتيوب

GMT 22:58 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

الأحرش بطلا للمغرب في القفز على الحواجز

GMT 02:12 2021 الجمعة ,17 أيلول / سبتمبر

أجمل المعالم السياحية في جزيرة كريت اليونانية

GMT 16:08 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

بني ملال تبحث تدبير ما بعد فترة "الحجر الصحي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib