مشعل السديري
إليكم هذه الإحصائية، أو (الفضيحة) الإنسانية بمعنى الكلمة، وهي أرقام موثقة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، وتدل عن متوسط كمية اللحم الذي يتناوله الفرد سنوياً، في كل دولة من دول العالم، وظهر أن الفرد الأميركي هو الأعلى في (التهام) اللحوم، حيث يعد متوسط ما يستهلكه في السنة حوالي (120) كيلوغراماً، والمضحك المبكي هو ما أكده العالِم (غريغوري أوكين) من جامعة كاليفورنيا، عندما قال: إن ملايين القطط والكلاب الموجودة في الولايات المتحدة تستهلك كميات هائلة من الطعام تعادل (خمس) حاجة سكان البلاد، حيث يلجأ كثير من الناس لتربية هذه الحيوانات، إما حباً وتسلية لهم أو لأغراض الحراسة أو غير ذلك، فالحيوان الواحد منها يستهلك في المتوسط سنوياً (24) كيلوغراماً من اللحم الحيواني، وبالتالي فهي تستهلك كميات كبيرة من الموارد الغذائية.
ودعوني أهدئ اللعب قليلاً لأقول لكم: هل تصدقون أن هناك أكثر من (80) دولة في العالم متوسط ما يتناوله الفرد من اللحم، أقل مما يتناوله القط أو الكلب في الولايات المتحدة؟!، بل وأزيدكم حزناً وأعلمكم أن بعض أفراد تلك الدوله التعيسة لا يزيد متوسطما يتناوله الفرد طوال السنة عن (4) كيلوغرامات فقط.
وبما أننا نتحدث بالأرقام مقترنة بالأفعال أعود وأقول لكم:
هل تعلمون أن العشر الأوائل من دول العالم بالأرقام القياسية بالتهام الفرد فيها للحوم بينها عدة دول عربية، وهل تعلمون أنه أيضاً هناك عدة دول عربية أخرى نصيب الفرد فيها للأسف من ضمن الـ (80) دولة التي ذكرتها مسبقاً؟!
ولكي أبعد نفسي عن أي شبهة، فلا بد وأن اؤكد أن ما أتناوله أنا شخصياً طوال سنة كاملة من اللحم لا يزيد بأي حال من الأحوال على كيلوغرامين اثنين، وأتجرعها غالباً كمجاملة لبعض من يدعوني إلى وليمة، فأغلب أكلي هو من الخضروات والنواشف، وإذا كان ولا بد فبعض من الأسماك، وكان الله يحب المحسنين.
ومن أجل أن أهدئ اللعب أكثر وأكثر، لا بد وأن أزف هذه البشرى للمحرومين من أكل اللحوم بسبب ظروفهم الصعبة وأقول:
لقد خلصت دراسة حديثة وكما أوضحها الباحثون بكلية الطب في سنغافورة، إلى أن تناول اللحوم الحمراء يرفع من مخاطر الإصابة بالسكر 2 بنسبة 23%، بينما تتسبب لحوم الدواجن في ارتفاع خطر الإصابة بنسبة 15%، كما تبين أن الأسماك والمأكولات البحرية لا علاقة لها بالإصابة بالسكري - انتهى.
أرجوكم قولوا لي: (برافو).