لا يلوث النهر الخالد

لا يلوث النهر الخالد!

المغرب اليوم -

لا يلوث النهر الخالد

محمد أمين
بقلم : محمد أمين

 

 هذه مشاركة من الدكتور هانى هلال حنا عن التلوث فى مصر، وليس فى أسوان وحدها.. يقول فيها:

«عزيزى الأستاذ/ محمد أمين.. بعد التحية:

يخطئ مَن يعتقد أن أى حدث أو أمر ما يمكن أن يتوقف عند حد معين أو من تلقاء نفسه. لأن واقع الأمور أن ما يتردى دون إيقاف أو حتى تدخل يكون مآله مزيدًا من التدهور، لدرجة أنه يصير مأساويًّا طبقًا لنوعية الحدث وأيضًا الفترة الزمنية التى مرت منذ صارت الأمور واضحة وظاهرة للعيان سواء للمتخصصين أو للعامة!.

لذلك لفت نظرى ما كتبه قلمكم الواضح والصريح عن (ماذا حدث فى أسوان؟).. موضوع المياه بما تمثله للحياة هو من أهم اهتمامات وهموم العالم بأسره.

لكل هذا، فإن ما حدث فى أسوان استدعى بقوة ما شاهدته منذ ثلاثة أسابيع أثناء تناول الغداء فى أحد المطاعم العائمة على صفحة النهر الخالد. تملكتنى سعادة غامرة عندما وجدت ارتفاع مستوى المياه بما يقارب أعلى مستوى لمسار النهر، ما يَشِى بأن فيضان هذا العام يحمل بركة لمصر أم الدنيا. لكن ما أتعسنى هو تَجَمُعّ مازوت المراكب ذات المحركات وتكوين طبقة قرب حافة النهر- حيث يُبطئ المسار- تتجمع فوقها أكياس وزجاجات بلاستيكية وأوراق وفروع الأشجار. وبمزيد من تدقيق النظر بدَت على الضفة المواجهة أمام مبنى ماسبيرو، الذى يجاوره مبنى وزارة الخارجية، خمس مواسير جميعها ذات قُطر كبير وفوهات واسعة تتدفق منها سوائل إلى مجرى النهر!.

سألت «الميتر»، رئيس العاملين، عن تلك المواسير، فقال إنها (صرف أحد المشروعات الاستثمارية فى أرض منطقة معروف!!)، فهل من المعقول أن يتم أى نوع من أنواع صرف المخلفات السائلة فى نهر النيل، الذى كان المصرى القديم يتعهد فى قَسَمه بأنه لم يلوث النهر طوال حياته؟. مهما كانت أهمية أى مشروع، فذلك لا يبرر التلوث من أى نوع مهما كان حميدًا. التلوث هو تلوث، وليس له صفة أو مسمى أو معنى آخر يبرر حدوثه!!.

إذا كان ذلك التلوث حاصلًا فى قلب القاهرة، فماذا عنه بعد عدة كيلومترات قبل القاهرة جنوبًا أو بعد كيلومترات أخرى شمالًا؟. هل ضاعت المسؤولية عن ذلك ما بين وزارة الرى وهيئة المسطحات المائية ومحافظة القاهرة بكافة أحيائها المطلة على النهر البائس، الذى نلقى على كاهله بكل أحمال إهمالنا وتواكلنا لنصحو ذات صباح على مثل ما يحدث فى أسوان، التى ابتُليت بما يأتى من صرف مشروعات نأمل أن يكون قد توقف؟!.

هل يمكن طرح الأمر أمام مجلس النواب للتحقيق ومناقشة الوزراء والمسؤولين عن الأمر الواقع لاتخاذ اللازم فى أقرب وقت من أجل الصحة العامة والصالح العام؟!.

بالمناسبة.. نحن دولة سياحية تحتاج إلى قطع الطريق فورًا على أى فرصة للمشككين والمنافسين للحفاظ على سمعتنا وعلى زيادة قدرتنا على جذب وإغراء الضيوف على الحضور وقضاء أوقات طويلة عندنا على الرحب والسعة»!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا يلوث النهر الخالد لا يلوث النهر الخالد



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib