بقلم : محمد أمين
أظن أن هذا العنوان كان لحملة سياسية، رفعتها المعارضة، خاصة الوفد- الله يرحمه- فى السنوات الأخيرة لحكم الرئيس مبارك، وأعتقد أنه ما زال صالحًا حتى الآن أيضًا.. وكانت المعارضة تطالب بالتغيير، وتؤكد أن الكيل قد طفح.. وأستطيع أن أقدم التغيير المطلوب وأنا أقرأ عناوين الصحف.. قلت فى مقال أمس الأول إن الدكتور على المصيلحى أول من حجز مقعده فى التغيير عند التشكيل الوزارى الوشيك!.
ولما قرأت عتاوين الصحف أمس عن تخفيف الأعباء عن المواطنين تذكرت اسم الوزير محمد معيط ليسجل رقم 2 فى قائمة التغيير الوزارى، فلم يقدم لنا حلًا لأى مشكلة مالية ولكنه قال ليس هناك حل غير الاستدانة، فأصبحت الديون تاريخية!.
وحضرت أمس حفل خطوبة بسيطًا فى منزل العروس، اكتفى العروسان بدبلتين وقال والد العريس إن الشبكة دين علينا سنكتبه فى القائمة.. أصبحت طريقة الوزير ملهمة للناس حتى فى حياتهم الاجتماعية نظرًا للظروف.. الحل هو الاستدانة!.
أضيف إلى الوزيرين السابقين اللذين لا يختلف عليهما أحد، وزير التعليم الذى لم يضبط حال التعليم مع أنه تدرج فى الوزارة منذ عقود.. كما أنه سمح بحالة من الفوضى فى تحصيل رسوم الدراسة للمدارس الدولية واللغات والحكومية أيضًا!.
وأصبحت الفوضى فى التعليم مثل الفوضى فى الأسعار والتموين والمالية، ثم جاء معيط يبشرنا بحزمة جديدة من الإجراءات للحماية الاجتماعية، وتحسين الأجور والمعاشات، ورفع حد الإعفاء الضريبي مرة أخرى؛ لتخفيف الأعباء عن المواطنين بقدر الإمكان!.
أستطيع أن أضيف وزراء كثيرين للقائمة، مثل وزيرى الموارد المائية والكهرباء، وأكتفى بهذين كبداية، للتأكيد على اهمية التغيير الآن وليس غدًا.. ولكن يبقى السؤال: هل التغيير الوزارى يحل مشاكل مصر الحالية، أم لا بد من تغيير السياسات واختيار الكفاءات وأصحاب الأفكارالمستقلة، الذين لا ينتظرون التوجيهات، وإنما يعلمون حدود مهامهم الوزارية الموكلة إليهم؟!
وبالمناسبة أود التأكيد على الكفاءات وليس أصحاب الولاء، فمصر لم تنهض إلا فى عصر التعددية السياسية والاقتصادية، حتى كانت ثورة 23 يوليو وأصبح الجميع يتحدث لغة واحدة وينفذ سياسة واحدة!.
عندما أقرأ عناوين الصحف أستطيع تغيير الحكومة كلها.. رئيسًا وأعضاء.. يكفى ما وصلنا إليه، فالدكتور مدبولى لا هو سياسى ولا هو اقتصادى.. ونحن نريد رئيس وزراء سياسيًّا ومجموعة اقتصادية تكون رأس حربة فى معركتنا مع صندوق النقد، إذا كنا نريد مصلحة مصر، وإذا كنا نريد لمصر أن تبقى عزيزة شامخة.
أكتفى فقط بقراءة عناوين الصحف لتغيير الحكومة، أما تشكيلها فيحتاج إلى قراءة «سيفيهات» الخبراء ومقابلة أصحاب الرؤى، وهذا لا يتوفر الآن، لأنه لا بد من فتح
المجال العام!.