«الجهادية» السياسية
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

«الجهادية» السياسية

المغرب اليوم -

«الجهادية» السياسية

محمد الأشهب



بانضمام أحد أبرز شيوخ السلفية الجهادية في المغرب، عبد الكريم الشاذلي إلى حزب «الحركة الشعبية الديموقراطية»، في ضوء مراجعات على خلفية اعتقاله وبعض مناصريه في أحداث الهجمات الانتحارية في الدار البيضاء عام 2003، يكون فتح الباب أمام احتمالات ظهور تيار من السلفية الجهادية كحزب سياسي، يعمل في نطاق مشروع.
المفارقة أن «العدالة والتنمية» بزعامة رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران لم يعد يطيق توصيفه بـ»الحزب الإسلامي»، وإنما كحزب سياسي ذي مرجعية إسلامية. وإذا كان الهدف من ذلك ملاءمة وضعه والقوانين التنظيمية للأحزاب التي تحظر تشكيلها من منطلقات دينية أو عرقية أو لغوية أو قبلية، فالأهم أنه وضع مسافة أطول إزاء التماهي والأحزاب المتفرعة عن امتدادات «الإخوان المسلمين»، بل إنه صاغ لنفسه مرجعية سياسية أبعدته عن تصنيفات تيارات مماثلة في المشرق والمغرب معاً.
الغريب أنه في الوقت الذي ترتفع أصوات خصومه ومناوئيه طالبة إليه الدخول على خط التماس الأخلاقي الذي اقتحم مجالات سينمائية وفنية ومهرجانات ثقافية، يميل «العدالة والتنمية» إلى التعاطي والإشكالات المطروحة بمرجعية قانونية وإدارية. كونه أدرك أن خياراته كحزب سياسي محافظ لا تفرض بالضرورة الانشغال بقضايا الوعظ والإرشاد والأخلاق، إلا في نطاق أوفاق الدولة المدنية، وإن لم يخف رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران المسحة الدينية والأخلاقية في مرافعاته ضد خصومه الحزبيين. بينما تستمر الأذرع الدعوية للحزب إياه في ممارسة أدوارها التي لا تبتعد كثيراً عن الهاجس الديني والأخلاقي.
كثيرون رأوا في انضمام بعض شيوخ السلفية الجهادية إلى أحزاب سياسية قائمة، مثل «النهضة والفضيلة» أو «الحركة الشعبية الديموقراطية» خطوة تقتفي أثر التجربة السياسية للحزب الحاكم «العدالة والتنمية»، عندما انضم نشطاء إسلاميون في حركات دعوية إلى «الحركة الشعبية الدستورية» بزعامة الدكتور عبد الكريم الخطيب. إلا أن المعطيات لا تستنسخ بعضها، إلا من حيث ضوابط العمل السياسي المشروع. فقد انبثقت التجربة الأولى من رحم معطيات محلية وإقليمية، ارتبطت في جانب كبير منها بالمخاوف الناشئة جراء احتمالات تزايد نفوذ الحركات الإسلامية.
حدث ذلك في تسعينات القرن الماضي، وتحديداً قبل اندفاع الحراك الذي عرف بـ «الربيع العربي» الذي قاد إلى اعتلاء أحزاب إسلامية واجهة الأحداث، من موقع السلطة السياسية التنفيذية. فهل كانت للرؤية الاستباقية التي شهدها المغرب دلالات استقرائية، أم أنها صادفت تحولات عميقة. ما قد يدفع إلى الاعتقاد بأن معاودة استنساخ التجربة في ظروف مغايرة، إنما يراد لتعزيز مسار دمج الحركات الإسلامية على اختلاف مشاربها في سيرورة الأنماط الحزبية التي تحيل على التطبيع مع الظاهرة.
المؤكد أن تيار «السلفية الجهادية» ليس بالحجم نفسه والتأثير الذي يخشى من أن يقلب الطاولة على الجميع، لكن الإشارة تبدو أكثر إيحاء في حال مقارنتها بالوضع الذي تجتازه «جماعة العدل والإحسان»، باعتبارها تُصنف كأكبر فصيل إسلامي ينأى بنفسه عن المشاركة في مقتضيات الدمج السياسي والحزبي، إذ يرهن ذلك بشروط تطاول معاودة النظر في الوثيقة الدستورية وتصريف مواقف أقرب إلى الراديكالية.
غير أن التجربة السياسية المغربية في مجملها، تظل قابلة لاستيعاب الفصائل والتيارات الإسلامية. ولم يكن غائباً عن رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران من خلال دعوته الرفاق في «جماعة العدل والإحسان» للاختيار بين الشارع والمشاركة السياسية المشروعة، أن تعزيز حضور الإسلاميين يتطلب دعماً من كل التيارات. غير أن تزامن انضمام بعض شيوخ السلفية الجهادية إلى حزب سياسي مع الشروع في العد العكسي لإجراء انتخابات البلديات والمناطق الأقرب إلى الحكم المحلي، له أكثر من دلالات. ليس أبعدها أن المشاركة السياسية أفضل من الانغلاق والبقاء خارج قواعد اللعبة الديموقراطية. إلا أن تقويم مآل وآفاق التجربة السياسية سيظل رهن توجهات الرأي العام المعبر عنه في صناديق الاقتراع. ولن يكون هذا الانضمام كما غيره، غير مقدمة طبيعية لبدء المنافسات الانتخابية المفتوحة على كافة الاحتمالات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الجهادية» السياسية «الجهادية» السياسية



GMT 19:50 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 19:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 19:46 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 19:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 19:39 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 19:33 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 19:30 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib