سلالة” فيروس كورونا الجديدة سريعة الانتِشار تُربِك العالم وتُعيد إحياء النظريّات التآمريّة حول “تصنيع” الوباء كيف تحوّلت لندن إلى “ووهان” أُخرى

سلالة” فيروس كورونا الجديدة سريعة الانتِشار تُربِك العالم وتُعيد إحياء النظريّات التآمريّة حول “تصنيع” الوباء.. كيف تحوّلت لندن إلى “ووهان” أُخرى

المغرب اليوم -

سلالة” فيروس كورونا الجديدة سريعة الانتِشار تُربِك العالم وتُعيد إحياء النظريّات التآمريّة حول “تصنيع” الوباء كيف تحوّلت لندن إلى “ووهان” أُخرى

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

تبدّدت حالة التّفاؤل التي سادَت العالم بعد توارد أنباء عن جاهزيّة التوصّل إلى لقاحاتٍ فاعلةٍ للحَصانة من وباء الكورونا، وبِما يُؤدّي إلى عودة الحياة بصُورةٍ طبيعيّةٍ لأكثر من سبعة مِليار إنسان على وجهِ الخليقة.

الأنباء السيّئة جاءت من بريطانيا هذه المرّة التي قال رئيس وزرائها بوريس جونسون في مُؤتمر صحافي طارئ، إنّه تم اكتِشاف سلالة جديدة من الفيروس أكثر فتكًا وأسرع انتشارًا، وأعلن تشديد إغلاقات جميع مرافق الحياة في لندن، وفرض حظر تجوّل شِبه كامِل.

الأخطر من ذلك كلّه، أنّ المعلومات المُتداولة حول هذه السّلالة قليلة جدًّا، وغير مفهومة، الأمر الذي أدّى إلى حالةٍ من الهلع مصحوبةً بارتفاع منسوب نظريّات المُؤامرة التي انتشرت على نطاقٍ واسعٍ في وسائل التّواصل الاجتماعي، ويُمكن حصر هذه النظريّات التي تتناسل بصُورةٍ أسرع من الفيروس المُتحوّر الجديد في النّقاط التالية:

أوّلًا: أنّ هذا الفيروس بات خارج السّيطرة، مثلما جاء على لِسان رئيس الوزراء البريطاني، وأنّ المعلومات عنه غير مُكتملة، والانتِظار مَفتوحُ النّهايات.

ثانيًا: ظُهور نظريّات تُؤكّد أنّ اللّقاحات الجديدة لا تُشكّل حصانةً كافيةً للجسم في مُواجهته، رغم أنّ شركة فايزر الألمانيّة التي اخترعت اللّقاح الأكثر فاعليّةً عالميًّا حتّى الآن أكّدت أنّه لا تُوجد أيّ دلائل تُؤكّد هذه المزاعم.

ثالثًا: هذا يُعزّز الاعتِقاد بأنّ الفيروس مُصنّع في معامل بيولوجيّة، وليس “طبيعيًّا” مِثل جميع الفيروسات الأخرى، التي تنتج عن الإصابة بها مناعة آليّة تستمر إلى سنة، أو مدى الحياة في حالاتٍ أُخرى، ومن غير المُستَبعد أن تكون الجهة المُصنّعة له أطلقت هذه السّلالة الجديدة لتبديد حالة التّفاؤل الحاليّة النّاجمة عن فعاليّة اللّقاحات المُتعدّدة الجنسيّات ممّا قد يعني العودة إلى المُربّع الأوّل.

رابعًا: تحذير بيل غيتس، رئيس شركة مايكروسوفت، أحد المُتّهمين بالانتِماء إلى مجموعةٍ عالميّةٍ غامضةٍ تتحكّم في قِيادة العالم من غُرفةٍ سوداء مُغلقة، قبل أسابيع معدودة من فيروس جديد ربّما يكون مُختلفًا، وأكثر خُطورةً، من الفيروسات الكورونيّة السّابقة وهذا يعني، حسب آراء المُؤمنين بنظريّة المُؤامرة، أنّه يملك معلومات مُسبَقة بحُكم عُضويّته في هذه المجموعة السريّة.
خامسًا: ما زالت النظريّة التي تقول بأنّ الهدف من هذه اللّقاحات زرع شريحة إلكترونيّة تحت الجلد للتّحكّم بكُل إنسان رائجةً، وازدادت انتِشارًا بعد الكشف عن الفيروس الجديد.
سادسًا: كالوم سيمبل أستاذ العِلاجات في جامعة ليفربول زاد الصّورة قتامةً عندما صرّح لصحيفة بريطانيّة “أنّ الفيروس الجديد سيتغلّب على جميع السّلالات الأُخرى”، وهذا يعني عِلميًّا حالةً من الاضطراب وعدم اليقين لأشهر قادمة، قد يتطلّب الأمر لقاحات جديدة، يحتاج الأمر فترة أطول للتوصّل إلى اختِبارها وبالتّالي إنتاجها.
هُناك حالة تشابه كبير، بل تطابق، بين مُحافظة لندن التي جرى اكتِشاف السّلالة الجديدة وانتِشارها على نطاقٍ واسعٍ فيها، وبين مُقاطعة ووهان الصينيّة التي كانت الحاضنة للسّلالة القديمة من الفيروس في مراحله الأولى، فبريطانيا الآن مَعزولةٌ دوليًّا، وجرى إيقاف مُعظم، إن لم يَكُن جميع، رحَلات الطّيران إليها، وباتت، أيّ بريطانيا، مِثل البعير الأجرب الذي لا يرغب أيّ أحد الاقتِراب مِنه خوفًا من العدوى.
***

نحن الذين تعيش في هذه البلاد (بريطانيا) نُتابع حالة الهلع السّائدة، وعجز الحُكومة عن السّيطرة وطمأنة مُواطنيها والعالم، وسط حالة من عدم اليقين واليأس، والخبر السّائد حاليًّا هو إقدام حُكومات عديدة في العالم بإغلاق حُدودها فَورًا لتَجنُّب أخطاء التّجربة الأولى من الوباء التي ترتّبت عليها نتائج كارثيّة.

العالم أمام عودة قويّة للأُسلوب الصّيني، وهو الإغلاق المُحكَم الذي اتّبعته السّلطات الصينيّة في إقليم ووهان، وسَخِر منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحُكومات غربيّة أُخرى.
هُناك سِر كبير مَسكوتٌ عنه، ويجري إخفاؤه عنّا، وإلا لماذا هذا التّسابق عالميًّا في الإغلاق والعزل بهذه الطّرق الحديديّة دُون تقديم أيّ إجابات تُبَدِّد الغُموض المُنتَشِر عالميًّا؟
لا نملك الإجابة، وكُل ما نستطيع قوله هو الدّعاء بالسّتر، وتوكيل الأمر للخالق، والنّصح بالتِزام البُيوت انتِظارًا للفرج.. وتَجنُّبًا للوباء.. واللُه أعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلالة” فيروس كورونا الجديدة سريعة الانتِشار تُربِك العالم وتُعيد إحياء النظريّات التآمريّة حول “تصنيع” الوباء كيف تحوّلت لندن إلى “ووهان” أُخرى سلالة” فيروس كورونا الجديدة سريعة الانتِشار تُربِك العالم وتُعيد إحياء النظريّات التآمريّة حول “تصنيع” الوباء كيف تحوّلت لندن إلى “ووهان” أُخرى



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:34 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
المغرب اليوم -

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib