نبتة الكيف وبيع الوهم

نبتة الكيف وبيع الوهم

المغرب اليوم -

نبتة الكيف وبيع الوهم

بقلم عبد العالي حامي الدين

منذ مدة تواترت المحاولات الخفية والمعلنة الرامية إلى تحصين تجار المخدرات من المتابعة القضائية، وصلت إلى درجة ادعاء إمكانية توفير الحماية لهم، بل والتهديد بإعلان التمرد على مؤسسات الدولة..هذه المرة، كشف مشروع التحكم عن أدوات جديدة للنصب على المواطنين من جهة، والنصب على الدولة من جهة أخرى، وذلك عبر المطالبة الصريحة برفع التجريم عن زراعة الكيف وتسويق منتجاته واستهلاك مخدراته، بذريعة أن من شأن هذا التقنين رد الاعتبار لمناطق “الريف وجبالة”، التي لطالما عانت تهميشا اقتصاديا واجتماعيا، وجبر ضرر ساكنتها التي عانت في الماضي من الاضطهاد والإقصاء..
وبلغ هذا النصب ذروته بادعاء إمكانية تثمين منتجات الكيف في المجالات الطبية والصحية والمعمارية والصناعية!!
نعم. ينبغي القول بأنه من الناحية النظرية يمكن استعمال نبتة الكيف لصناعة بعض الأدوية، وكذا بعض المنتجات الصناعية، لكن استراتيجية النصب والاحتيال تقفز على توفير الجواب المقنع عن كلفة الاستثمار في هذا المجال مقارنة مع توفر هذه المنتجات بأسعار ضئيلة دون الحاجة إلى المرور عبر نبتة الكيف، وهو ما يفسر انعدام أي طلب للاستثمار في المنطقة..
إن المطالبة بشرعنة الزراعة والحيازة والاستهلاك لنبتة الكيف تصب في النهاية لمصلحة التجارة، والتجارة المقصودة هي تجارة تحويل نبتة الكيف لصناعة المخدرات، والمستفيد الأول هم تجار المخدرات، ومن يستفيد من أموالهم من السياسيين الفاسدين..
وهنا مربط الفرس، إذ لابد من توضيح العلاقات المشبوهة بين المخدرات والسياسة، وضرورة الانتباه إلى مخاطر تسرب أموال المخدرات للمجال السياسي…
ينبغي الإقرار بأن المتابعات القضائية التي تستهدف الزراع الصغار خلقت مناخا مناسبا لبعض الممارسات الابتزازية، التي جعلت هؤلاء البسطاء يسقطون ضحايا للنصب والاحتيال أمام تجار بيع الوهم والاستغلال، الذين يوهمون الساكنة بإمكانية تحويل وضعيتهم من مطاردين بمتابعات قضائية، إلى مزارعين أحرار!!
إن المطالبة بنزع الطابع الجرمي عن استهلاك المخدرات بزعم محدودية المقاربة الزجرية، لا يمكن أن يساهم إلا في المزيد من انتشار المخدرات وتدمير الرأسمال البشري للمغرب، وهو ما لا تخفى انعكاساته الاجتماعية والتربوية على أحد.
فلننتبه إذن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نبتة الكيف وبيع الوهم نبتة الكيف وبيع الوهم



GMT 00:07 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

المغرب والجزائر.. واتحاد المغرب العربي

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 05:51 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

قضية الصحراء والمنعطفات الخطيرة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 08:15 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

قضية بوعشرين.. البراءة هي الأصل

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 12:48 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 26-9-2020

GMT 11:52 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

تشكيل الوداد لمواجهة النجم الساحلي

GMT 04:35 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

إليكم أفضل الأماكن في لبنان لهواة رياضة ركوب الشواطيء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib