ماذا لو خرج الروس من سوريا

ماذا لو خرج الروس من سوريا؟

المغرب اليوم -

ماذا لو خرج الروس من سوريا

بقلم - عبد الرحمن الراشد

على افتراض أن ما صدر من موسكو عن عزمها سحب معظم قواتها من سوريا بالفعل صحيح، فإن ذلك سيخلط الأوراق من جديد في هذا البلد الذي يبدو على طريق الخروج من الحرب.
المفارقة أن دخول الروس كان له دور سلبي مكّن كلاً من نظام الأسد وإيران من السيطرة، بعد أن فشلا قبل ذلك في الانتصار على قوى الثورة ومع الجماعات الإرهابية. والآن للروس دور «إيجابي» في تحقيق التوازن بين القوى، وتحديداً تقييد نشاط إيران وميليشياتها على الأرض.
ووفق وكالة الأنباء الروسية، فإن الرئيس فلاديمير بوتين تحدث بوضوح قائلاً: «لقد اتخذت قراراً بسحب جزء كبير من الفرقة الروسية الموجودة في سوريا، وعودتها إلى موطنها في روسيا».
وسواء خرج الروس، أو قلّصوا وجودهم، سيتقلّص معه نفوذهم، وهنا فإن الاحتمال الأكثر حدوثاً، أن ذلك سيكون لصالح الإيرانيين. نظام خامنئي يقاتل من أجل السيطرة شبه الكاملة على سوريا، باستثناء مناطق كردية أو مجاورة لتركيا. انتشاره يمكن تتبعه من مراكز ميليشياته، من الحدود السورية مع العراق ولبنان والأردن، وبالطبع في دمشق.
ليس واضحاً دوافع روسيا للإعلان عن الانسحاب الجزئي، هل هو نتيجة خلافات مع الإيرانيين على السيطرة وإدارة الوضع على الأرض، أم أنه جزء من التهدئة مع الولايات المتحدة الموجودة بقوات أصغر حجماً في سوريا أيضاً؟
من الطبيعي أن يختلف حلفاء الأسد فيما بينهم على ما بعد الحرب، فالإيرانيون يريدون السيطرة للهيمنة، وضمن تحديهم للولايات المتحدة والضغط عليها. أما بالنسبة للروس، فهم يريدون خلق توازن أيضاً مع الولايات المتحدة في عدد من مناطق النزاع في العالم. وهي حسابات لا يمكن أن تتطابق بين الروس والإيرانيين إلا بشكل مؤقت، كما كان الحال عليه خلال الحرب. كلا البلدين دخل سوريا بدعوى محاربة الإرهاب؛ لكن المعارك التي خاضتها قواتهما كانت موجهة للمعارضة السورية المسلحة. التحالف الذي قادته الولايات المتحدة وحده من ركز على محاربة «داعش».
ليس لموسكو مصلحة في أن تقوم بحماية ودعم القوات الإيرانية، التي تتشكل من عشرات الآلاف من أفراد ميليشيات من جنسيات متعددة جلبتهم إيران من دول مختلفة. ما المقابل الذي تعطيه إيران للروس لقاء هذه الخدمة العسكرية؟ فعلياً لا يوجد.
ولكن تقليص وجود روسيا عسكرياً سيضعف النظام السوري والميليشيات الإيرانية، فهل الكرملين يرغب في التخلي عن حليفه السوري والتضحية بكل ما فعله من أجله؟
كل ذلك سيعتمد على خطة إقليمية وأميركية، إن وجدت، في مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا نفسها. إن كان هناك شعور بالخطر من التمدد الإيراني، ورغبة في مواجهته، فإن سوريا هي التربة المتحركة المناسبة لتحويلها إلى مصيدة للحرس الثوري الإيراني. لن تستطيع ميليشيات إيران أن تستقر في بيئة معادية، خاصة إن لم تنجح مفاوضات السلام، فالمفاوضات لن تنجح طالما أن الأسد ومعه إيران يعرقلان أي حل يجمع النظام مع المعارضة في حكومة. 
انسحاب الروس جزئياً، وفشل المفاوضات الأخيرة في جنيف، يمكن تطويرهما ليصبحا عاملين ضاغطين على نظام الأسد وإيران؛ لإعادة التفكير وتقديم تنازلات واقعية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو خرج الروس من سوريا ماذا لو خرج الروس من سوريا



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 12:48 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 26-9-2020

GMT 11:52 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

تشكيل الوداد لمواجهة النجم الساحلي

GMT 04:35 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

إليكم أفضل الأماكن في لبنان لهواة رياضة ركوب الشواطيء

GMT 12:34 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

موزيلا ستطرح نسخة مدفوعة من فايرفوكس

GMT 01:29 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

10 صنادل مميّزة تكمل أناقة الرجل العصري في 2019

GMT 19:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يفقد أحد أسلحته أمام بريمن
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib