إيران المشهد يتغير وسنكون فاعلين

إيران: المشهد يتغير وسنكون فاعلين

المغرب اليوم -

إيران المشهد يتغير وسنكون فاعلين

عبد الرحمن الراشد
بقلم : عبد الرحمن الراشد

 

نسبت وكالة «إيلنا» الإيرانية، إلى الجنرال رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الأعلى، أن قوات بلاده متأهبة للحرب «المركبة». قال إن «المشهد السياسي والاقتصادي والثقافي والأمني لبلدان منطقة غرب آسيا آخذ في التغير والتطور، وعلى إيران أن تكون فاعلاً في هذه التغييرات». منطقة غرب آسيا تشمل، الدول العربية في المشرق إلى ضفاف البحر الأحمر.
تفكير طهران العدواني يتصاعد مع الوقت ولا يتراجع، مع اقترابها من تعزيز قدراتها على تصنيع السلاح النووي. وطهران خلال الأسابيع الماضية كررت حديثها بأنها لا تنوي صنع قنبلة نووية وستكتفي بأن تكون مستعدة لإنتاجها. الجاهزية هنا تعني أنه أصبح لديها في المطبخ النووي ما يكفي من اليورانيوم المخصب، وأجهزة التصنيع، والمعرفة، ووسائل نقلها باليستياً، ما يجعلها قوة نووية وشيكة، وفي أي لحظة تحتاجها، من دون التورط مع العقوبات الدولية عليها، وتقلل مبررات أي هجوم إسرائيلي محتمل عليها، وتخشاه كثيراً. واستطراداً لمقال كتبته سابقاً عن أن نظام إيران لا ينوي التوقف، ويبيت النية للتوسع وشن الحروب باتجاه دولنا، فإن تصريحات المسؤولين الإيرانيين الجديدة تلقي المزيد من الضوء على هذا التفكير العدواني.
أمام حشد من القيادات العسكرية في مؤتمر نظمه الحرس الثوري بمدينة قم، عبر مستشار خامنئي العسكري، الجنرال صفوي، عن توجهات النظام بقوله: «يمكن تطوير علاقات شاملة بين إيران وروسيا والصين والهند في إطار (منظمة شنغهاي للتعاون) لتشكيل قوة آسيوية أو أوروآسيوية، وخلق منظور جديد من تشكيل عالم متعدد الأقطاب».
طبعاً، من المستبعد، أن يقدر النظام على خلق هذا التكتل الكبير في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها، حيث يصعب جمع الهند وروسيا والصين في سلة واحدة، نظراً لتباين أهدافها ومصالحها. إنما حديثه الصريح بعقلية عدوانية ضد غرب آسيا لا يأتي من فراغ. فإيران نظام على عتبة أن يصبح مؤهلاً لسلاح رادع، هو القوة النووية، الذي يمنحه المزيد من الثقة في التقدم على الأرض، على اعتبار أن السلاح النووي سيحميه من أي هجوم كبير مضاد. إيران، قبل تأهيلها النووي، اكتفت في المواجهات الماضية باستخدام العملاء عن بعد، مثل «حزب الله» في لبنان وميليشياتها في العراق والجهاد الإسلامي في غزة، لتمرير مشاريعها العدوانية من دون المخاطرة بحرب معها مباشرة.
الدولة المستهدفة بالدرجة الأولى في منظومة غرب آسيا من قبل النظام هي العراق ثم الخليج، من دون أن يقلل هذا من تهديد البقية، مثل الأردن التي حذر عاهلها الملك عبد الله الثاني، الأسبوع الماضي، من خطر إيران، قائلاً إن تزايد نفوذها في العراق يجعلها على حدود بلاده مباشرة. أما إسرائيل فإن هدف نظام طهران، من خلال سنوات طويلة من تحركاتها في لبنان وسوريا وغزة، ليس في الواقع مهاجمتها، لأنها دولة نووية قادرة على تدمير النظام الإيراني، بل هدف طهران هو شل قدرات إسرائيل، حتى لا تصبح لاعباً إقليمياً ضدها في ساحات حروب المنطقة. تريد تحييدها عند المواجهات في العراق أو الخليج أو سوريا.
ويعني الجنرال صفوي بالحرب المركبة أنها، إضافة إلى القوة العسكرية، تشمل «الاقتصاد والثقافة والتكنولوجيا الجديدة»، وهي جميعاً نشاطات موجهة للجهد الحربي، وليس للتطوير المحلي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران المشهد يتغير وسنكون فاعلين إيران المشهد يتغير وسنكون فاعلين



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي

GMT 08:03 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

ما الذي سيقدمه "الأسطورة" في رمضان 2018؟

GMT 20:50 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

خفيفي يعترف بصعوبة مواجهة جمعية سلا

GMT 17:06 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

وليد الكرتي جاهز للمشاركة في الديربي البيضاوي

GMT 06:59 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

كليروايت تغزو السجادة الحمراء بتشكيلة متميزة

GMT 17:54 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الفالح يُعلن أهمية استمرار إجراءات خفض إنتاج الخام

GMT 19:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

مهرجان أسوان لأفلام المرأة يفتح باب التسجيل بشكل رسمي

GMT 05:45 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

ابتكار روبوت مصغر يتم زراعته في الجسم

GMT 23:06 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مشروع الوداد يؤخر تعاقده مع غوركوف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib