الغارة الأميركية على التاريخ بعنوان حمص
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الغارة الأميركية على التاريخ.. بعنوان حمص!

المغرب اليوم -

الغارة الأميركية على التاريخ بعنوان حمص

بقلم : طلال سلمان

حتى من قبل أن يكمل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المائة يوم من تسلمه القيادة فى البيت الأبيض فإنه قد نجح فى أن يُتوج نفسه ملكا على الديار العربية، ممالك أساسا، وإمارات ومشيخات وبعض الجمهوريات، وإن على استحياء..

لقد أثبت أنه «البطل المرتجى» و«القائد الموعود»، ووضع نقطة النهاية لعهد الميوعة وافتقاد القرار والمبادرة فى مركز الكون، واشنطن، أيام الرئيس السابق الخلاسى والمتردد وكاره استخدام القوة، باراك أوباما.

بضربة واحدة، وفى لحظة غير متوقعة، وفى مكان بعيد داخل سوريا، كان يبدو محصنا بالوجود الروسى، سياسيا وعسكريا واقتصاديا، والدعم الإيرانى المفتوح، خلق دونالد واقعا جديدا فى أكثر المناطق خطورة وحساسية فى العالم، أعاد معه واشنطن إلى موقعها: مركز القرار الكونى..

وبهذه الضربة المفاجئة والموفقة حقق دونالد ترامب مجموعة من الأهداف دفعة واحدة:

• فهو قد أثبت أولا أنه رجل قرار وليس منظرا يستفيق مع الفجر ليملأ أفق خصومه من أهل السياسة والمال والصحافة بتغريداته التى تريحه وتقلقهم وتجعلهم يتيهون فى محاولة تفسير مقاصده..

• ثم إنه قد أسقط كل اللغط ومحاولات التشكيك بطبيعة علاقته بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين ونسبة بعض الفضل إليه فى الفوز الساحق الذى حققه ترامب فى الانتخابات الرئاسية ملحقا الهزيمة الساحقة بالمرشحة المستكبرة هيلارى كلينتون التى كانت الاستطلاعات تؤكد فوزها، معززة بالتأييد الخارجى الذى كان يخاف منه باعتباره «خارج السيطرة».

• كذلك فهو قد طمأن أصدقاءه العرب، الذين توافدوا عليه مهنئين وفرحين، بأن زمن التردد الأمريكى والامتناع عن المواجهة قد انتهى، وأنهم يستطيعون الاعتماد على قائد شجاع وصاحب قرار.

• الأخطر والأهم أنه طمأن «الأصدقاء فى إسرائيل» إلى أن واشنطن القادرة والحاضرة والمبادرة لن تغفل عن أى تصرف أو إجراء قد تتخذه دمشق (أو طهران)، أو حتى موسكو، يمكن أن يشكل خطرا ولو محتملا على أمن إسرائيل وسلامتها..

***
وها قد أثبت أنه سريع المبادرة، حاسم القرار، لا يتهيب ولا يغرق فى موازنة الاحتمالات والمخاطر، بل إنه إذا قال فعل.. وبأسرع من الصوت. يمكن القول، إذن، إن «أهل النظام العربى» قد استعادوا «حاضنتهم الدولية»، وأنها سريعة المبادرة، لا تتردد، ولا تتوه عن قرارها عبر حسابات معقدة، بل أن القرار جاهز والصواريخ لا تخطئ الأهداف.

على هذا فقد اندفع العروب ملوكا وامراء ومشايخ يهللون لهذا القرار الشجاع، ولم يتوقفوا لحظة واحدة بالإشفاق أو بالندم أمام حقيقة أن أهداف الضربة الجوية الأمريكية عربية، ها هو«بطلهم» قد عاد إلى الساحة منتزعا المبادرة، منهيا عصر التردد الأخلاقى وعصر التفكير المتأنى بالعواقب والنتائج..

ولا يهم أن تكون سوريا، بتاريخها المضىء ودورها القومى العريق هى الهدف، ولا يهم أن يكون جيشها الذى قاتل العدو الإسرائيلى كما لم يقاتله أى جيش عربى، فيما عدا جيش مصر، هو المقصود بالضربة، وأن تكون حمص التى تحتضن التاريخ المضىء لخالد بن الوليد هى الشاهد على الجريمة الأمريكية التى استهدفت الجيش السورى..

كذلك لا يهم أن تكون الغارة الأمريكية قد جرت وسط مسلسل من الزيارات الملكية والرئاسية العربية إلى البيت الأبيض فى واشنطن، فرئيس مصر، المشير عبدالفتاح السيسى بالكاد قد أنهى زيارته الرسمية، كما أن الملك الأردنى كان فى طريق العودة إلى عاصمته فى عمان.. وثمة مسئولون عرب كثر فى الطريق.

بل لا بد من التنويه بالشجاعة الاستثنائية للرئيس الأمريكى الفريد فى بابه، دونالد ترامب، التى جعلته لا يتردد فى اتخاذ القرار الجرىء مباشرة بعيد وصول الرئيس الصينى فى أول زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية مع معرفته بالعلاقة الخاصة التى تربط بين بكين ودمشق.

إن هذه الأسباب مجتمعة تشهد للرئيس الأمريكى بأنه مقدام لا يتهيب اتخاذ القرار الصعب، واثقا ليس فقط من قدرات بلاده بل كذلك من اتساع التأييد العربى والإسرائيلى والدولى لقراره الشجاع..

وبين أخطر النتائج لهذا القرار الجرىء تلاقى العرب والإسرائيليين على تأييده، متجاوزين أسطورة «العداء التاريخى» متقدمين نحو «مستقبل السلام» فى ظل التفاهم الدولى الشامل والذى تحقق ــ لأول مرة ــ بين واشنطن وموسكو، لقد تغير العالم. سقطت خرائط الحرب وجاء زمن السلام!

لقد سقط المعسكر الاشتراكى، منذ ربع قرن أو يزيد، وانتهى الاتحاد السوفياتى وعقيدته الشيوعية، صار العالم كله فى أحضان الرأسمالية.. انقضى زمن العداء بين واشنطن وموسكو، وبين الشرق والغرب، فلماذا لا ينتهى الصراع المزمن بين العرب وإسرائيل، بل ــ بالأحرى ــ بين الفلسطينيين وإسرائيل، وبصيغة أدق: بين قسم من الفلسطينيين (ومعهم قسم من العرب..) وإسرائيل.. فلماذا لا يتقدم العالم نحو السلام؟!
***
ها هم العرب، برؤسائهم والملوك والأمراء والشيوخ، يرحبون بالضربة الأمريكية للقاعدة العسكرية السورية بالقرب من حمص: لا يهم أن يكون قد انطلقت منها الصواريخ بالكيماوى نحو كفر شيخون فى محافظة إدلب.. المهم أن العالم يصدق واشنطن وإدارتها المبجلة، التى تمسك بمفاتيح الحرب والسلم فى الكون، أكثر مما يصدق سوريا المستباحة أرضا وفضاء.. فالقوى صادق وإن كذب، والضعيف يمكن تكذيبه ولو كان كلاما صدقا خالصا.

ثم إن العرب هم الآن جميعا فى واشنطن، أو فى الطريق إليها، أو فى طريق العودة منها.. فواشنطن هى مرجعيتهم المطلقة، تقريبا، تماما كما هى مرجعية اسرائيل، فلماذا لا يجلس الطرفان إلى بعضهما بعضا فينهيان عصر العداء والخصومة ويباشران عصر السلام جلاب التقدم والازدهار فى أحضان «الأخوة» السابقة على تاريخ الصراع؟!

بالمقابل فإن عرب النفط يملكون أموالا طائلة لا يعرفون كيف يوظفونها فيفيدون منها فى تقدمهم... واليهود هم أخبر أهل الأرض، تاريخيا، فى توظيف الأموال واستثمار الثروات.. فلماذا لا يتعاون عرب النفط واليهود، داخل إسرائيل وخارجها، فى استثمار فائض الأموال العربية لما فيه التقدم نحو مستقبل أفضل فى ظل السلام؟!

إنه عصر جديد، يمكن أن يتلاقى فيه الجميع: ها هى واشنطن ترامب تغازل موسكو بوتين، غير عابئة باتهام الكرملين بالتدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية... بل ها هى بكين فى واشنطن، يحاول رئيسها «الشيوعى» توثيق العلاقات الاقتصادية مع عاصمة الرأسمالية الكونية، واشنطن، لما فيه مصلحة البلدين الكبيرين.. متجاهلا توقيت الضربة الأمريكية لسوريا مع وصوله إلى فيلادلفيا؟
لماذا التعصب والانغلاق إذن؟ لماذا العيش فى ماضى العداء والحروب؟!

أليس اليهود والعرب أبناء عمومة؟! أليسوا جميعهم ساميين؟ ألم تكن بينهم علاقات تاريخية وثيقة؟ ألم يكن اليهود شركاء مصير مع العرب عبر تاريخهم الطويل؟ ألم يكونوا كتبتهم ومترجميهم والمحاسبين والمغنين فى مجالس أنسهم فى الأندلس؟
***
إن الغارة الأمريكية على المطار العسكرى السورى فى الشعيرات، قرب حمص، يمكن أن تفتح الباب لعصر جديد..

إن رئاسة دونالد ترامب بداية تاريخ للإنسانية، بلا حروب: يمكن أن يكون الآن عرب أمريكا وعرب روسيا وعرب اسرائيل جميعهم معا، بلا فوارق أو حواجز أو حدود. لقد سقطت الشيوعية، وسقطت القومية، فلماذا لا يسقط حاجز العداء بين العرب والإسرائيليين وقد كانوا حلفاء وشركاء عبر التاريخ.. بل إنهم فى بعض مراحله كانوا إخوة أشقاء؟

إنها غارة على تاريخ الصراع والعداء بين الشعوب.. من هنا فإن إسرائيل شريكة فيها، بالتخطيط والتحريض إن لم يكن بالتنفيذ..

وهذا إنجاز تاريخى جديد للرئيس الأمريكى الذى يختلف عن كل سابقيه من سكان البيت الأبيض فى واشنطن، كما عن سائر الذين سيأتون بعده ليعتمدوا نهجه الشجاع وأسلوبه الفريد فى مباغتة الخصوم والأصدقاء معا.

إنكم تعيشون فى عصر ترامب.. إنها بداية جديدة للتاريخ الإنسانى الذى يكاد يشطب العرب من سجلاته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغارة الأميركية على التاريخ بعنوان حمص الغارة الأميركية على التاريخ بعنوان حمص



GMT 00:27 2022 السبت ,23 إبريل / نيسان

في وداع لبنان

GMT 09:30 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

كيف الخلاص من .. الشيكل ؟

GMT 03:30 2017 الإثنين ,10 تموز / يوليو

عن العرب المحاصرين بحرب النفط والغاز

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib