عن «عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة»
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

عن «عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة»

المغرب اليوم -

عن «عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة»

عريب الرنتاوي

بذريعة أنها «غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة»، يجري اقتراف كافة الموبقات بحق «المختلف» أو «المختلفين» في الرأي والمذهب والاعتقاد والسلوك... وخلف هذه العبارة المطاطة والمبهمة، تجري أبشع محاولات فرض أنماط ثقافية وحياتية متشددة، مشتقة من قراءات متشددة للدين غالباً، يجري التعامل معها، بوصفها جزءاً أصيلاً من «عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة». 
والحقيقة أنني لا أعرف ما الذي يقصده هؤلاء بحكاية العادات والتقاليد المتوارثة، وأين تقع «نقطة الانطلاق» عند توصيف هذه العادات والتقاليد وتصنيفها بين ما هو وافد وغريب وما هو متوارث وأصيل ... وهل يُراد لنا مثلاً أن «نثّبت ساعة الزمن والتأريخ» عند مائة أو خمسمائة أو ألف سنة خلت؟ ... وما الذي بقي من عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة من تلك الأزمنة الغابرة؟ ... ولماذا الانتقائية في اختيار ما هو «مناسب» من هذا الموروث، ورفض كل ما لا يناسبنا ولا ينسجم مع زمننا الراهن، وأية ازدواجية هذه التي تتحكم بالموروث وتصنيفاته، ومن الذي يقرر الصالح والطالح من هذا الموروث؟
في الأخبار، أن حركة حماس منعت أية مظاهر احتفالية برأس السنة الجديدة في قطاع غزة، أما «الذريعة» المستخدمة، فتتلخص في حكاية «عاداتنا وتقاليدنا»، والتي يراد بها إخفاء الدوافع الحقيقية «الإيديولوجية» للقرار، الصادرة عن قراءة سلفية متشددة للدين، و»المُتطلية» بحكاية الموروث والأخلاق والعادات والتقاليد. 
وفي الأخبار، أن ثمة ما يشبه «الحملة المكارثية» ضد الأردنية نداء شرارة، الفنانة المحجبة، التي تفوقت في برنامج «الصوت»، والسبب يتصل بحجابها من جهة وبأصلها ومنبتها من جهة ثانية ... والذريعة التي تنطلي خلفها الحملة، تستند إلى «العادات والتقاليد المتوارثة»، مع أننا لم نر شيئاً مماثلاً في مناسبات سابقة، لكأنه مسموح لغير المحجبة أن تشارك في برامج كهذه، ومحظور على المحجبة، أن تتقدم في عالم الغناء، بل أن هذا العالم برمته محظور علينا بحكم هذه المقاربات المتطرفة، مع أن فنوناً كالموسيقى والرقص والغناء، شهدت انتعاشاً وازدهاراً في عصور السلاطين والخلفاء، ولم يخل قصر من قصور هؤلاء من الراقصات والعازفات والمغنيات والجواري والقيان، والتاريخ حافل بمئات القصص الدالة على ذلك.... أليس ذلك كله، جزءاً من موروثنا وعاداتنا وتقاليدنا؟ 
ما الذي نفعله هذه الأيام، ويبدو منسجماً مع ما كان آباؤنا وأجدادنا يفعلونه قبل مائة أو مائتي عام ... وهل يمكن لهذا الموروث أن يحافظ على وجوده مع ثورة الصناعة والاتصالات والمواصلات، أليست السلع ثقافة وأنماط حياة، تؤسس لعادات وتقاليد غير متطابقة مع موروثنا وعاداتنا ... 
هل نحتفل هذه الأيام بعيد الفطر والأضحى، كما احتفى بهما أباؤنا وأجدادنا، خصوصاً في زمن «شظف العيش» المديد والمرير في أواخر عهد السلطنة العثمانية، أو في زمن البداوة المترحلة ... لما لا تصدر الفتاوى بتحريم «الكعك بالجوز والقشطة» والاكتفاء بمشتقات التمور كما خبرها الأقدمون؟ 
الطريف أن «عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة» لا تُستحضر إلا في حالات محددة ... منها حين نحتفي بالأعياد غير الإسلامية، والتي باتت تكتسب صفة إنسانية عالمية رمزية، وتتحول إلى مناسبة للفرح والابتهاج، لكأن أصحاب بعض المدارس العقائدية، ، لا يريدون أن يروا العالم إلا من خرم إبرتهم»، وهم بعد أن كفّروا العالم بأديانه وحضاراته وثقافته جميعها، يكفّرون ثلاثة أرباع المسلمين المختلفين في المذهب أو الاجتهاد أو القراءة، هؤلاء يجدون أحسن الذرائع في حكاية «العادات والتقاليد». 
ومن هذه الحالات أيضاً، أن «القوم» يجتاحهم قلق عميق من مظاهر الفرح والبهجة، ويريدون حظرها بالقوة إن أمكن لهم، وعلى الجميع ... يغلقون الشواطئ ويمنعون الاحتفالات الوطنية والإنسانية، ويعتمدون سياسة «ترهيب» الناس بدل «ترغيبهم» بالدين الحنيف ... هؤلاء صبغت «الرايات السوداء» حياتهم وعقولهم وأرواحهم، فامتنع عليهم، رؤية ألوان قوس قزح... يطاردون رياض الأطفال لمنع الاختلاط فيها، ولا يفوتون مهرجاناً فنياً أو ثقافياً إلا وكفروا القائمين عليه، ولو أتيح لهم، لشكلوا كتائب مسلحة من «الشرطة الدينية» وألوية من «العضاضات» اللواتي يتجولن في شوارع الرقة والموصل، لرصد كل مخالفة للعادات والتقاليد المتوارثة في لباس النساء، ثم لا يتورعن عن توجيه أشد «العضّات» للمرأة المخالفة. 
العادات والتقاليد، مثلها مثل الكائن الحيّ، تخلق وتشب وتشيب وتموت وتندثر، لتأتي بعدها أنساق ثقافية واجتماعية وتربوية جديدة، مواكبة لروح العصر،ونحن منخرطون في هذه الصيرورة التاريخية، شئنا أم أبينا ... ومن يريد أن يرجع بنا ألف عام أو أكثر إلى الوراء، عليه أن يبادر هو ذاته، بتقمص عادات وتقاليد تلك العصور، لنرى ما إن كان قد جعل من نفسه أضحوكة أم لا. 
ثم من قال أن «عاداتنا وتقاليدنا» القديمة أفضل من عاداتنا وتقاليدنا الحديثة، ومن أعطى الأجيال التي سبقتها صلاحية تقرير أنماط حياتنا، ومن قال أنهم الأكفأ والأصوب والأقدر على تقرير ما هو غث وما هو سمين، من أجيالنا التي قدر لها أن تتعلم وتتثاقف وتوسع مداركها؟ ... ولما ننظر لأنفسنا بأننا «دون» من سبقونا، وليس من حقنا أن نضيف ونبتكر ونلغي ونعدّل ما جاء به الأقدمون؟ ... ولماذا نفترض أن ما نفعله اليوم، يتحتم على الأجيال من بعدنا، أن تتقيد به بوصفه جزءاً من «عاداتها وتقاليدها المتوارثة عنا»؟ ... جدل «العادات والتقاليد المتوراثة»، جدل بيزنطي، يُستخدم للتورية والتمويه على مواقف اجتماعية محافظة ومتخلفة، أو قراءات متشددة للدين مثقلة بأجندات سياسية وحزبية وسلطوية، لا أكثر ولا أقل. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن «عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة» عن «عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة»



GMT 15:55 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 15:52 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 15:49 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 15:47 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 15:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 15:43 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 15:40 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

نقمة.. لا نعمة

GMT 15:34 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ابعد يا شيطان... ابعد يا شيطان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib