بين الشان والتمثيلية

بين "الشان" و"التمثيلية"

المغرب اليوم -

بين الشان والتمثيلية

بقلم : محمد فؤاد

في اعتقادي الشخصي أن تأهل الأسود إلى بطولة إفريقيا للمحليين ليس بدرجة عالية وبلغة الأهداف الإستراتيجية التي تخطط لها الجامعة، وليس بتلك الفرحة العارمة التي كان لها طعم خاص في أزمنة ما قبل 2011 عندما كان المنتخب المغربي يتأهل إلى كأس إفريقيا الحقيقية سواء بنجوم البطولة أو المحترفين، وبطولة إفريقيا للمحليين التي يعطيها البعض من المحللين وأصداء الشارع اليوم هالة خاصة وكأنها بطولة «شان» من العيار الثقيل ليست سوى شماعة من المستوى الثاني للدوليين الأفارقة المفترض أن يتملكوا مكانة خاصة بالمنتخب الأول أو طريقا نحو الإحتراف إلى أوروبا، ولست أدري لماذا تفاعل الإعلام بكل مواقعه وتفاعلت الحناجر بهذا الشكل الغريب من الدعم، وكأن هذا المنتخب هو الذي تأهل ألى كأس إفريقيا الحقيقية، بينما الواقع أن فوارق التأهل على المنتخب الجزائري من ذات بطولته الجزائرية، لا يملك ولو لاعبا من هذا الرعيل الذي حنطناه بالثلاثية، ولا يعطي للـ«شان» أية أهمية على الإطلاق لأنه بطل من العيار الثقيل بكأس إفريقيا الأولى وهو من فاز بها بالنجوم المعروفة وبلا ذرة نجم البطولة الجزائرية. والحقيقة التي تجرنا الى الحديث عن هذه النوايا التي يعلق عليها الدوليون السابقون في الميكروفونات شماعتهم وطبولهم التهليلية لمنتوج البطولة من خلال ردات فعل الاسود في المباريات الإقصائية والـ«شان» هو من باب الدفاع عن مشروعية اللاعب المحلي بالمنتخب الأول ليس إلا، ولكن ما أريد أن أقوله لهؤلاء بالحرف لا نريد كأس إفريقيا للمحليين، بل نريد إشهار الحضور القوي لدوليي البطولة من المستوى العالي بالمنتخب الأول مثلما كانوا عليه في عز قوة الأندية الوطنية وسطوة البطولة على نواة المنتخبات في الأزمنة الذهبية.
وفي اعتقادي الشخصي أن الحسين عموتا هو من يفهم الخطاب جيدا وأفضل من تحاليلكم حتى ولو تأهل إلى الـ«شان» لأنه أمر لا يعنيه مطلقا، ولكن ما يعنيه هو التمثيلية القوية لمن شكل صورة الدولي المتكامل في مباراة الجزائر وما بعدها في تفاصيل الـ«شان» القادم. ومن يفرح بتأهل الأسود المحلية إلى الشان عبر بوابة الجزائر الضعيفة الحضور مثلما يعتبر جمهور الجزائر منتخبهم المحلي من الدرجة الثانية لأن لهم منتخب بطل، وهذه هي الحقيقة. طبعا الفوارق متباعدة بين المنتخبين المحليين المغربي والجزائري ولو أن رعيل المنتخب الجزائري مشكل أيضا من الطابع الإفريقي للأندية الجزائرية، ولكن ما هو أهم من ذلك أن فريقنا الوطني قدم شوطا رائعا ورجوليا فقط وشوطا تكتيكيا ثانيا ليس بنفس النجاعة وسرعة الأداء لأنه من الصعب  أن تنساق بنفس التدبير الذي تبدأ به المباراة ؤلى النهاية. وفي كل الأحوال ما يهم الحسين عموتا أساسا هو تمثيلية الوجوه المتألقة ضمن مشروع سنوي أو موسمي لتكريس قوتها وحضورها الدولي في الملتقيات القارية على أساس أن تتملك دورها الدولي بنفس عيارات المحترفين، وليس الفوز بالشان مطلقا لأنها كأس بقيمة الإحتكاك وليس بقيمة المنتخب العملاق مادام مغزى اهل الكاف هو اعطاء الفرصة للاعبين المحليين نظرة داعمة ونفسية من اجل احتواء مكانة رسمية بالمنتخب الأول. 
طبعا ، ما تأسس في مباراة الجزائر أيا كانت توجهاته هذا الاخير ، أن وجوها أينعت وقدمت الاداء المطلوب مع استثناءات على كل  مستويات الخطوط وبخاصة رجال الوسط  والأطراف ومتوسط الدفاع حتى لا أسمي أسماء بعينها، ولكن ما هو أهم من ذلك أن هذا الفريق الوطني الذي يراه البعض على أنه النواة الأصلية للمنتخب الأول، لا يمكنه أن يصل إلى هذا المستوى الفائق إلا إذا تمكنت البطولة من إنجاب نفس نماذج الزمن الجميل من القاعدة التكوينية وهي لغاية الأسف غير موجودة. ولذلك ما قاله عموتا أساسا ينسجم مع طروحات دعم المنتخب الأول بعيارات يراها قادرة على التماثل الطبيعي مع محترفي أوروبا، ويرى في المنحنى الثاني أن منافسات الشان هي بوثقة لترسيخ هذا المفهوم العلائقي للاعب البطولة المحتك مع كؤوس الأندية القارية ومع كأس إفريقيا للمحليين حتى يكون مؤهلا للمنتخب الأول، وعموتا عندما قال أن مد المنتخب الأول بسبعة عناصر على الأقل هو الهدف الذي يرمي إليه من خلال المعسكرات الدائمة والمباريات الودية كما كان ذلك في أزمنة الثمانينيات والتسعينيات، وهو أمر ايجابي على الاقل لأنه يعلم جيدا مكامن الخلل في البطولة الوطنية وطريقة اشتغال اللاعبين مع أنديتهم وتعاملهم وأسلوبهم الأخلاقي ووو، ما يؤكد عموما قلة الكفاءة والأهلية لحمل القميص الوطني ويفترض أن يكون معسكر الأسود المحلية دائما ومفتوحا طيلة السنة لتوحد الرؤية والتواصل والعقلية. 
 نهاية، هنيئا للمنتخب المحلي بأدائه الرائع أمام الجزائر ولو كان بنصف رئة، ولكن نصف الكوب والرئة الأخرى مطروح للنقاش على كل المستويات البدنية والعقلية والذهنية، لأننا لم نتعلم كيف نفوز بالستة أو السبعة لندرك قيمة أن تكون لك بطارية  من تسعين دقيقة. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين الشان والتمثيلية بين الشان والتمثيلية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib