الشباك الوحيد

الشباك الوحيد

المغرب اليوم -

الشباك الوحيد

ناديا صلاح

تأسست فكرة الشباك الوحيد على قاعدة سرعة الأداء، ونجاعة المرفق العمومي، وتجويد الخدمات المقدمة إلى الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين. وبذلك كان الهدف من وراء خلق هذه النوعية من الشبابيك، الحد من البيروقراطية الإدارية، والتقليل من تداعيات الروتين، الذي يتناقض مع فكرة المغامرة، أحد محددات العلاقة بين رأس المال والمبادرة الحرة.

في ظل أزمة اقتصادية ترخي بظلالها على المجال الاقتصادي، تحول الشباك الوحيد بالبيضاء، عصب الاقتصاد الوطني، إلى معيق للاستثمار ومعطل للمبادرة الحرة، ومؤجل لكثير من المشاريع الاقتصادية، التي علقت بين مساطره. يكمن الإشكال هنا في طريقة التعاطي مع فكرة الشباك. فإذا كانت التجربة تروم تحقيق خدمات عمومية بطريقة سلسة، تراعي الزمن الاقتصادي وتأخذ بعين الاعتبار تسريع المساطر، فإن ما يقع بالعاصمة الاقتصادية يسير على النقيض تماما، ويجعل من سلطة التراخيص أكبر معيق للمشروع.

كثير من المشاريع الاستثمارية تصطدم اليوم بـ «بيروقراطية» الشباك الوحيد. قد تبدو الفكرة مثيرة للسخرية، للوهلة الأولى، لكنها الحقيقة التي تواجه الفاعلين الاقتصاديين، الذين بدأ بعضهم يحن إلى مكاتب الإدارات، رغم فساد بعضها، بدل أن يبقى عالقا وسط مساطر التراخيص والجدولة الزمنية، التي تؤخر الكثير من المبادرات.

في العاصمة الاقتصادية، يتطلب الترخيص لمشروع استثماري سقفا زمنيا لا يقل عن ثلاثة أشهر، ويمكن لهذه المدة أن تصل إلى نصف سنة، حسب بيروقراطية الشباك الوحيد!

إن السرعة قاعدة ذهبية في عالم الاقتصاد، فالأداء السريع يدخل في حسابات الدورة الاقتصادية، وكل تباطؤ في الوتيرة، بسبب البيروقراطية الإدارية، يحتسب مؤشرا سلبيا، يعرقل الاستثمار. ولأن هذا الوطن تعشعش فيه الكثير من العراقيل، التي لا تشجع على جذب الاستثمارات، في القضاء والإدارة والمساطر والتراخيص، فإن الشباك الوحيد، الذي تحول إلى متدخل مخالف لضوابط البناء، ينضاف اليوم إلى هذا التراكم السلبي في عالم المال والأعمال، ليتحول من فكرة نبيلة إلى آلية لتعطيل مصالح الناس، وتأزيم اقتصاد البلاد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشباك الوحيد الشباك الوحيد



GMT 16:46 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جحيم الغلاء المعيشي يجلد ظهر اليمنيين

GMT 06:49 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 17:59 2021 الأحد ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركات بورصة الدار البيضاء ترفع رقم معاملاتها

GMT 10:02 2021 الأحد ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أداء أسبوعي إيجابي في بورصة الدار البيضاء

GMT 03:37 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الأحمر

GMT 22:30 2021 الأربعاء ,29 أيلول / سبتمبر

بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الأخضر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 21:24 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 09:02 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib