البهلوان
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

البهلوان!

المغرب اليوم -

البهلوان

بقلم : رشيد مشقاقة

لم تخف أحوال القضاة على الخلفاء زمنا، ولم يكن الخليفة بحاجة إلى قاضي القضاة كي يحيل عليه الملف الإداري للقاضي، وليسمع رأيه واقتراحه فيه، فهو محيط بالقطاع، مالك لسكناته وحركاته، وهو رئيس السلطة القضائية ماضيا وحاضرا، وله إذا أراد أن يقف على الحقيقة فعل، ورمى بِعَرْض الحائط أضغاث أحلام نَشَرَات التنقيط إشادة أو إساءة!

احترم الخليفة القاضي المستقل، ولم يغضب الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عندما أجابه قاض عن دعوته له بالحضور قائلا: “القاضي يُؤتى ولا يأتي“، وجلس الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بين يدي القاضي قائلا: “أنا من يجب أن يأتيك لا أنت“!

لم ينخدع الخليفة بما قد يُدبج القاضي من كتب في الأدب والفقه والشعر والفلسفة، فهو حَكَم بين الناس وعدله أولى من فكره، فإذا خشي على حقوق الناس من الضياع، أجلس المظلوم بجانبه بديوانه، واستدعى القاضي المتهافت، حتى إذا رَأَى ضيف الخليفة أصدر الحكم يوم غد لصالحه، خوفا من الخليفة لا من الله عز وجل!

وقف الخلفاء على القضاة المتملقين، مَاسِحِي الأحذية، المتهافتين على المناصب، وقال أحدهم للقاضي: أنا اشتريت ذات الثوب الذي ترتديه بثمن أقل مما تدعيه أنت للناس، فرد القاضي المتملق: يا سيدي أنتم تزينون الثياب فتُبخسون ثمنها، ونحن نتزين بالثياب فَنَرْفَع ثمنها، فأدرك الخليفة أن قاضيه سَلِسٌ، سهل الاستعمال والاستغلال والتصرف ففعل به ما أراد!

واجتهد كبار القضاة في زمن الخلافة في إرضاء الخلفاء، وأبدعوا في ما يرفع عن الخليفة أوزار أخطائهم.

فعندما زمجر الخليفة في وجه زوجته قائلا:

ـ أنت طالق مادامت في أرضي، استنجد بالقاضي أبي يوسف بعد أن عاد إلى صوابه، كي يكفر عن ذنبه، فحك أبو يوسف رأسه وقال له:

ـ لِتُقِم طَلِيقَتُكَ بالمسجد فهو بيت الله وليس أرضك. فجازاه عن اجتهاده بدنانير وفاكهة وهلم جرا!

لم يكن من باب الصدفة أن يقترب القضاة من دواوين الخلفاء، فقد استفاد منهم الحكام العادلون في تصريف أمور الدين والدنيا، واستقرت أرض الخلافة بانتشار العدل، وازدهار العلوم فكرا أو أدبا وفلسفة، وظلوا قضاة مدى الحياة وعاصروا أكثر من خليفة، وكان مبرر استمرارهم على ناصية القضاء قيد حياتهم متصل بِثِقْلِ وزنهم الخُلُقِي والمعرفي واطمئنان الناس إلى فتاويهم وقضائهم ومواقفهم، وسجل التاريخ حافل بنماذج من هؤلاء.

ولم يكن، أيضا، من باب الصدفة أن يقترب قضاة آخرون من دواوين خلفاء آخرين، استعملوهم في ما لا يرضي الله، وأغدقوا عليهم من رزق العباد، ووجدوا مناعتهم هشة فداعبوها، هم أيضا امتدوا بكراسي القضاء مدى الحياة، يعتقدون أن نشرة التنقيط المحبوكة هي من لها الفضل في ذلك، ونَسُوا أنَّ منظار الخلفاء والملوك كزرقاء اليمامة يراهم من بعيد، ويملك أسرار ما يدور برؤوسهم وبطونهم، ولو شاؤوا مواجهتهم بذلك لما استعصت لهم نظريات قاضي القضاة في ذلك الزمن ولا تزكيات ذوي النفوذ، هم صرفوا النظر عن ذلك لأسباب شَتى، فقد يكون القاضي من زمام تركة ضاربة في الزمن، أو لا يسلم شره متى عزل من منصبه، أو أن اقتناع الخليفة أن اسْتِشَراءَ فساد الذمم سيطيح بجهاز قضائي كامل في ذلك الزمن، فعالج الأمور بالروية والتؤدة وبعد النظر، وآثر أن تنتهي مهمة هذه الفصيل القضائي بالوفاة لا بإعفائهم أو إقالتهم أو عزلهم. قد تختلف المصطلحات بين زمن غابر وزمننا، لكن الموضوع في كلا الزمنين واحد، فقد سقط قاض كبير من عين سلطان حكيم عندما قال له:

ـ سيدي أعزك الله، افعل بي ما تشاء، أنا طوع بَنَانِكَ!

فرد عليه السلطان ساخرا:

ـ أنت قاض، ولا ينبغي أن تقول وتفعل ذلك.

لدينا من هم بيننا طوع البنان، المستمسكون بحبل الكرسي القضائي، الذي يحيطون أنفسهم بأسباب العلم والمعرفة دهاء ورياء ونفاقا!

هم لا يقرؤون التاريخ جيدا، ولا يذكرون حكاية ذلك القاضي الإمام، عندما تسلل أحد الظرفاء إلى بيته ليلا، ورسم على وجهه صورة البهلوان، وفوجئ المصلون عند صلاة الفجر بالقاضي الإمام يؤمهم على تلك الحال! فأنكروا عليه ذلك، فصاح الفاعل من خلف صفوف المصلين قائلا:

ـ أنا من فعلت ذلك، لأثبت بالفعل، أن قَاضِينَا وإمَامَنَا لا يتوضأ استعدادا للصلاة، أنتم الآن أمام بهلوان سرك وليس أمام قاضي المدينة!

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البهلوان البهلوان



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib