القبح الأخلاقي والمادي
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

القبح الأخلاقي والمادي

المغرب اليوم -

القبح الأخلاقي والمادي

بقلم : لمرابط مبارك

أعترف لك أنني أغبط (وهذه كلمة مهذبة تجنبي حرج قول “أحسد”) رسامي الكاريكاتور الذين يمتلكون ناصية الريشة امتلاكا كاملا وعميقا.. أغبطهم على تلك القدرة التي تخولهم نقل ما تلتقطه عيونهم الصقرية الحادة من تفاصيل الجسد وتقاسيم الوجه، وتحويلها إلى كائن ينبض حياة على الصفحة البيضاء.

وتابعت بلهفة العاجز عددا منهم في نهاية الأسبوع الماضي في تلك الساحة الجميلة بشفشاون، في إطار الدورة التاسعة للملتقى الوطني لفن الكاريكاتور، الذي صار جزءا من تضاريس هذه المدينة، إلى جانب لونها الأزرق الخاص، وخرير مياه “راس الماء” المنعشة. كان هؤلاء الرسامون منهمكين في التقاط التفاصيل الظاهرة والخفية لكل تلك الوجوه، التي لا يخفي أصحابها دهشتهم عندما تكشف لهم ريشة الرسام تلك الصورة الأخرى التي تختبئ تحت قناع الملامح اليومية.

كنت أتطلع إلى مشاهدة رسم يعكس- إلى حد ما على الأقل- حادثة الفيديو المشين الذي تم تسريبه في بداية الأسبوع الجاري ويظهر ناصر الزفزافي، أحد أبرز وجوه احتجاجات الحسيمة والريف، وهو يتعرض لحصة بشعة من تمريغ كرامته في الوحل، وهو المعتقل الأعزل.

صراحة لم أكن أتوقع هذه المرة العثور على الجوهرة النادرة ولم يخب توقعي. قطعا السبب لا يعود إلى عطب في خيال الرسامين، أو إلى نزلة برد أصابت حاستهم الإبداعية. بل لأن ما شاهدته (وشاهدته كذلك لاشك)، في ذلك الفيديو يدخل ضمن ذلك الواقع الذي قال عنه الروائي الكولومبي الكبير غابرييل غارسيا ماركيز مرة إنه “أغرب من الخيال”.

صحيح أن الجسد هو “أول موضوع تمارس عليه السلطة فعلها”، كما قال المفكر الفرنسي ميشيل فوكو مرة، ولكن ما حصل مع الزفزافي والطريقة التي عرض بها يؤكد أن السلطة بالمغرب لا تمارس فعلها فقط، على جسد الكائن المغربي، بل تمتلكه امتلاكا كاملا، وتعطي لنفسها الحق في التنكيل به ماديا وإهانته معنويا. ليصبح هذا الكائن رهين محبسين، جسده المثقل بالمحرمات أصلا، (الدين يعتبره فتنة يجب الاحتراز منها، والجماعة تعتبره مصدرا للقلاقل ووسيلة للاحتجاج والتمرد ويجب ضبطه)، والسلطة التي لا تقيم له ولا لبدنه أي حرمة. فهي تعتبره قاصرا لا حكم له على نفسه ولا على جسده. فلا تسري عليه كل تلك النصوص القانونية المحلية والدولية التي تحرم المساس به، وتقنن بشكل صارم طريقة اعتقاله وظروف حبسه. وبالتالي يحق لها مصادرته والتصرف فيه بتأديبه، وإهانته، وتعريته وحتى تشريده… إلخ.

قال الشاعر الفرنسي شارل بودلير مرة وهو يكتب عن الكاريكاتور، إنه يعرض للإنسان “قبحه الأخلاقي والجسدي/ المادي” (sa propre laideur morale et physique). وما الفيديو الذي ظهر فيه الكائن المغربي المسمى ناصر الزفزافي، سوى “كاريكاتور” بشع يكشف حقا القبح الأخلاقي والمادي للسلطة بالمغرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القبح الأخلاقي والمادي القبح الأخلاقي والمادي



GMT 14:36 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

انتقام... وثأر!

GMT 14:29 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 14:20 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 13:58 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

بايدن والسعودية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib