هل من طريقة أخرى مع إسرائيل
كتائب القسام تُقرر الإفراج غداً الخميس عن 3 أسرى إسرائيليين تحطم طائرة مقاتلة أميركية من طراز "إف-35" في قاعدة إيلسون الجوية في ألاسكا ونجاة طيارها الأمن الأميركي يوقف مسلحاً حاول قتل 3 مسؤولين كبار في إدارة الرئيس دونالد ترامب مقتل 15 هندياً على الأقل وإصابة العشرات في تدافع خلال مهرجان ديني شمال الهند البحرية الأميركية تحظر استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة ديب سيك الصينية بسبب مخاوف أمنية وأخلاقية السلطات الروسية تفرض قيود مؤقتة على حركة الاستقبال والإقلاع في مطاري سانت بطرسبرج وقازان محكمة أميركية تُصدر قرارًا بوقف تنفيذ أمر الرئيس دونالد ترامب المتعلق بتجميد المنح والقروض الاتحادية اشتعال حريق في طائرة على متنها 176 شخصًا بمطار في كوريا الجنوبية اضطرابات في حركة السفر الجوي والبري بسبب الثلوج في كوريا الجنوبية نعيم قاسم يعلن اغتيال استشهد الشيخ محمد حمادي مسئول القطاع الغربي في حزب الله ويتهم إسرائيل
أخر الأخبار

هل من طريقة أخرى مع إسرائيل؟

المغرب اليوم -

هل من طريقة أخرى مع إسرائيل

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

ربّما كانت «النافعة» الناجمة عن «ضارّة» «طوفان الأقصى»، أو إحدى «النافعات»، أنّ التراب أهيلَ على القوّة كحلّ لمشكلة إسرائيل. فلا الحروب الكثيرة أدّت وظيفتها ولا المقاومات. أمّا الكلام الذي ينبغي قوله فينبغي فعلاً قوله، اليوم أكثر من أيّ وقت، مهما بدا جارحاً وجالباً للنقض والاتّهام، أو صادماً لمألوف الكلام والمشاعر. فلا الألم الفلسطينيّ الهائل ينبغي أن يستمرّ، ولا معاناة اللبنانيّين وباقي الشعوب التي تدفع أكلاف التذرّع بـ»القضيّة». ومع ترمب تزداد الحال تدهوراً، وترتفع أسهم الكوارث تهجيراً وإبادة. ومن الكلام الذي ينبغي قوله أنّنا لن نكون، لا في القريب ولا في البعيد، قادرين على سدّ فجوات يُرجّح أن تتعاظم في غير صالحنا: العلاقات الدوليّة لإسرائيل مع قوى العالم المؤثّرة (ولننسَ التوجّه شرقاً)، الفارق التقنيّ معها، السلاح النوويّ لديها، تركيبها السياسيّ والمجتمعيّ القادر على عيش تناقضاته في ظلّ الحرب... وهذا ناهيك عن أنّ مجتمعاتنا لا تريد القتال الذي باتت وظيفته الأولى خدمة أغراضٍ لا تمتّ بصلة إلى فلسطين والفلسطينيّين. وها هي سوريّا التي كانت رائداً في ديانة الحرب، والمزايدة فيها، تنعطف، شعباً وحكماً، عن تلك العقيدة.

هل يعني هذا أنّ لا مشكلة مع إسرائيل؟ قطعاً لا. لكنّه يعني أنّ ثمّة طرقاً أخرى لا تتوسّل العنف، ولا تهدّد به، في معالجة المشكلة. وفي وسع تاريخ النزاعات الكبرى أن يرشدنا إلى اقتراحات نغادر بها عالم الحرب، ونؤثّر في إسرائيل نفسها لصالح القوى المعتدلة التي أضعفها جوّ العنف والعسكرة، وهذا بعدما كان «معسكر السلام»، إبّان توقيع أوسلو، يستقطب أكثر من ثلثي مجتمعها. فعبر توجّه كهذا يمكن تجديد الرهان على إعادة وضع حلّ الدولتين على الطاولة. وكلّما اسرعنا زادت الفرص.

ومن تاريخ النزاعات أنّ فرنسا وألمانيا خاضتا عديد الحروب في تاريخهما، وفي الثلاث الأخيرة منها لم يكتف البروسيّون، في 1870، لم يكتف البروسيّون بإلحاق الهزيمة بالفرنسيّين وانتزاع ألزاس لورين (15 ألف كلم2) منهم، بل أذلّوهم بأسر إمبراطورهم نابوليون الثالث، وتوّجوا انتصارهم بإقامة الوحدة الألمانيّة. وفي 1914 شاركت فرنسا القوى الدوليّة التي حاربت ألمانيا ثمّ هزمتها، وبالنتيجة فُرض على الألمان «صلح فرساي» المُهين الذي شكّل أحد أسباب الصعود النازيّ اللاحق. وفي الحرب العالميّة الثانية، وبيسرٍ احتلّت ألمانيا فرنسا، ما بات مصدراً لشعور استثنائيّ بالعيب عبّر عنه الأدب والسينما الفرنسيّان بأشكال شتّى. هكذا، حين توحّدت ألمانيا في 1990، أثارت وحدتُها مخاوف أوروبيّة وفرنسيّة لم يشذّ عنها الرئيس فرانسوا ميتران. بيد أنّ الأخير سريعاً ما استدرك فتحوّل إلى متحمّس لتلك الوحدة، مراهناً على امتصاص ما قد ينجم عن وحدتها وقوّتها بإطار أوروبيّ تندمج ألمانيا فيه وتتقاطع مصالح الأوروبيّين. والتصوّر هذا هو ما قاد إلى اتفاقيّة ماستريخت، ومن بعدها عملة اليورو.

ومنذ القرن السابع تدور الحروب بين اليابان وكوريا، وفي الزمن الحديث احتلّت الأولى الثانيةَ بين 1910 و1945. خلال تلك الحقبة، وخصوصاً إبّان الحرب العالميّة الثانية، قُتل أكثر من نصف مليون كوريّ، وأُخضع للعمل الإكراهيّ مليون منهم، كما فُرض على نساء كوريّات نظام يقضي بـ»الترفيه» عن الجنود اليابانيّين و»إراحتهم». وفقط بعد عشرين عاماً على انتهاء الاحتلال، أي في 1965، عادت العلاقات وطُبّعت بين البلدين، لكنْ لا تزال هناك مسائل عالقة وباعثة على التوتّر، خصوصاً التعويضات التي تخضع لتأويلين متباينين. مع هذا لم تتوقّف علاقات التبادل التجاريّ بينهما بمليارات الدولارات فيما يتشارك البلدان في كثير من الروابط الاقتصاديّة والعسكريّة والأمنيّة.

ويعود النزاع الإنكليزيّ – الإيرلنديّ إلى أواسط القرن السابع عشر، مع احتلال كرومويل (البروتستانتيّ) إيرلندا (الكاثوليكيّة) وموجة الهجرة الاستيطانيّة الكثيفة التي أعقبته. وفي 1919-21 كانت حرب الاستقلال التي نشأ عنها، بعد بعض التعرّج، تقسيم البلد وقيام الدولة الإيرلنديّة في الجنوب مع استمرار الصراع في الشمال. وهذا قبل أن يتمّ التوصّل، في 1998، إلى تسوية للشمال تعيد توزيع سلطاته بما يُرضي الكاثوليك، وتُبقيه ضمن بريطانيا بما يطمئن البروتستانت.

وحين استقلّت الهند، وانفصل مسلموها وأنشأوا دولة باكستان، عام 1947، نشبت حرب أهليّة أدّت إلى تهجير 14 مليون إنسان، وفي أكثر أرقام التاريخ الحديث غموضاً قُدّر عدد القتلى بين 200 ألف ومليونين. وكاليابانيّين والكوريّين، والإنكليز والايرلنديّين، لم يتحوّل الهنود والباكستانيّون إلى عشّاق، فهم خاضوا ثلاث حروب لاحقة، ولا تزال تفصل بينهم نزاعات كثيرة أهمّها موضوع كشمير. مع هذا، تتواصل لقاءات رسميّي البلدين كما تستمرّ العلاقات التجاريّة ومحاولات البحث عن حلول ديبلوماسيّة للنزاع.

وحروبنا، الفلسطينيّة والعربيّة مع إسرائيل، ليست استثناء على الحروب، ولا هي أكثرها انطواء على الكراهية وتسبّباً بالألم. لكنْ ربّما كانت الطريقة الوحيدة لتذليل العدوانيّة الإسرائيليّة هي ما فكّر فيه أوروبيّون كميتران ممّن ظنّوا أنّ الاتّحاد الأوروبيّ طريقتهم الوحيدة لتطويق ما اعتبروه عدوانيّة ألمانيّة محتملة ولضبطه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل من طريقة أخرى مع إسرائيل هل من طريقة أخرى مع إسرائيل



GMT 19:13 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

هل نعيم قاسم في لبنان؟

GMT 19:05 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

حروب أجندة ترمب

GMT 19:03 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

توحّد غيتس... وتعدّد التاريخ

GMT 19:00 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

العودة إلى الركام... ولا للتهجير

GMT 18:57 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

القارئ الرصين المنقرض (2)

GMT 18:54 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

(هات م الآخر)!!

GMT 18:52 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

مشروع عربي إقليمي للسلام

GMT 18:50 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

تجريب المُجرَّب في غزة

هيفاء وهبي تخطف الأنظار بحقائب صغيرة وتتصدّر أحدث صيحات الموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:15 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

المغرب التطواني يعين محمد بنشريفة مدربا جديدا

GMT 22:57 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

اتحاد طنجة المغربي يفاوض حمزة الصنهاجي على لاعب السد القطري

GMT 14:46 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الجيل الجديد من سكودا "أوكتافيا" يدخل مرحلة التصنيع

GMT 20:26 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

أنظف شواطئ المغرب الحاصلة على "اللواء الأزرق"

GMT 15:53 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

اختتام البطولة الوطنية للجمباز الفني في لبنان

GMT 22:49 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

نخفيض الأجر سر رحيل معتز الدمراش عن قناة المحور

GMT 15:05 2023 السبت ,11 شباط / فبراير

أفكار مُمّيزة لديكور منزلك في الشتاء

GMT 15:26 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مايكروسوفت تقدم عناصر تحكم صوتية متقدمة فى ويندوز 11

GMT 12:15 2019 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان "هشام بهلول" يفقد أحب الناس إلى قلبه
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib