صاحب 2036

صاحب 2036

المغرب اليوم -

صاحب 2036

بقلم - سمير عطاالله

بصراحة، أنا معجب بالرفيق فلاديمير فلاديميروفيتش، الروسي الأول، وربما - على منواله، الأخير أيضاً. دعك من أنني أكتب منذ أفقت ضد الرؤساء مدى الحياة، بوتين غير. كما يقال في مهرجانات هلا فبراير (شباط). إنه صاحب أذكى «مدى الحياة» في تاريخ الجمهوريات على أنواعها. حتى هذه اللحظة ضَمنَ البقاء في الكرملين حتى عام 2036. وآنذاك، قد ينزل عند رغبة الجماهير ويمدد. أو يعود بصفة رئيس وزراء. أو قيصر. أو أمين عام الحزب. لكن من الآن وإلى 2036. على موسكو أن تعثر على من يجرؤ أن يهمس في أذن حاكم روسيا منذ 1992. أن الشعب يريد له قسطاً - ولو موقتاً - من الراحة.
أهل السياسة، مثل أهل الهوى، «مكتوب عليهم قلّة الراحة» كما كان يغني فهد بلّان بلهجته البدوية. والرفيق فلاديمير أراد أن يطمئنهم: اذهبوا وناموا، من الآن وحتى 2036. الخيار للشعب وها هو الشعب قد اختار. وأما بعد 2036 فإن غداً لناظره قريب. الآن ارتاحوا وبلا معارضة ومؤامرات وثقل دم: قلنا 2036. يعني 2036.
كل أنظمة العالم، لها تعريف. ملكي، سلطاني، جمهوري، دستوري، أبدي، جملوكي... إلخ. نظام الرئيس بوتين، لا قبل ولا بعد. وبكل هدوء. لا مهرجانات ولا رقص دبكة ولا قصائد موزونة ومقفاة: لقد جمعت لك الدنيا - مهابة كل أهليها - وحفت ركبك الأمجاد - قاصيها ودانيها - فدم زهواً لحاضرنا - ودم زهواً لآتيها.
يريد طمأنة «قاصيها ودانيها» وكل من فيها أن يعملوا حساباتهم على أساس 2036. طبعاً من القرن الحالي. باق وأعمار الطغاة قصار، قال الجواهري. أتريد أن تعرف شيئاً آخر؟ يقال إن العراق رحم الشعر. ولعل أحزنه وأرحمه كان حداء السياب ما بين دجلة والفرات. لكن حتى شاعرك المفضل هذا دخل لغة الحديد والنار وشوارع الدماء. لماذا؟ حماس المرحلة؟ الفقر الرهيب والخوف مما هو أكثر؟ هفوات الحياة التي لا تترك أحداً؟
الفاشيون وحدهم في شعراء الغرب مجّدوا القوة والقسوة وأبطال الوهم. الشاعر كان أكبر من أمّته. لا يزال بوشكين أكبر من روسيا. مهمة الشاعر أن يكتب الشعر، لا المديح ولا الهجاء. عندما سقطت اللغة الروسية في الهجاء والشتيمة والتعابير المستنقعية أيام السوفيات، أبقي الشعر جانباً. ظل إيفتوشنكو شامخاً سامقاً مثل بوشكين. وترك لمثقفي الدعاية والسفهاء أن يوبئوا النثر بالحقد والكره.
تتولى ذلك الآن مواقع التواصل التي في الحقيقة مواقع تباعد مثل جائحة «الكورونا» العمياء. لقد خطفت هذه الحاقدة صديقنا محمد المصري في نيويورك. صاحب المكتبة العربية وصاحب الخلق وشيخ مشايخ بني مودة. لا أعرف كيف عثرت على محمد. فهو يمر في الحياة مثل النسيم ويغطي بهدوئه وسكينته كل ضجيج نيويورك وتوترها. وكان محمد يستعد للعودة إلى لبنان لتقاعد هادئ، لكنه آخر مجيئه بسبب أخبار البلد. ظلمه لبنان يوم هجّره ويوم حال دون عودته من الهجرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صاحب 2036 صاحب 2036



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 21:24 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 09:02 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib