أمة الرواد والمشردين

أمة الرواد والمشردين

المغرب اليوم -

أمة الرواد والمشردين

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

في الحروب، على أنواعها، تنهار جميع القيم، على أنواعها. تظهر طبقات رديئة من الناس، وتختفي الطبقات الصالحة العائشة بخوف الله وضمير البشر. وتساوي الفوضى بين الظالم وضحاياه. ويهدّ الفقر والخوف مناعة البشر. وتحل محل المعاملات العادية فكرة الاستقواء والسطو، وتتحول مبادلات الأمس إلى «سوق سوداء» لا خجل فيها ولا حياء، وبلا شعور إنساني.

فوق كل معاناة رهيبة، تُدك غزة، تضاف الآن محنة الاستغلال والخوات وخلق السوء. وقد نشأت على أطراف غزة، وفي قلب المأساة، عصابات الحروب والتهريب، وخصوصاً تهريب البشر إلى أي جوار، أو أي مكان. وقد استطاع نحو 100 ألف لاجئ الإقامة في القاهرة، حيث يعملون في أي عمل من أجل تأمين العلم لأبنائهم.

في المقابل طبعاً، نشأت في كل مكان مؤسسات خير ومبرات ومساعدات إنسانية. ولكن العبء أثقل من أن يحمل. ويساهم الجيش الشعبي في المساعدة بقصف الأردن، متجهاً مباشرة إلى تحرير القدس. كما يساهم أصحاب الشعبيات الأخرى بحملات يومية على تقصير مصر في فتح سيناء أمام تلاقي «داعش» بسائر الفروع. إن العدو الأكبر اليوم هو الأم الغزيّة التي استأجرت مطبخاً صغيراً تبيع فيه وجبات الطعام لكي تُحصِّل بدل أقساط المدارس.

المصاب أكبر من مساعدات الأبرار. مليونا تائه في غزة، ومليونا نازح في لبنان، ومليونا حائر في الأردن، ومليونان خارج التسمية والتصنيف، ولديهم جميعاً أولوية واحدة: التعلم! سواء بالحضور المباشر أو عبر السحر الجديد، «أون لاين». لأن كل الخسائر يمكن تعويضها إلا خسارة الوقت والتعلم. والفلسطينيون أكثر من تعلموا ذلك في متاهاتهم التي لا نهاية لها. أنت لا تستطيع أن تحمل أرضك معك، ولا منزلك، ولا خيمتك. أما شهادتك فهي جزء من جلدك.

كان لدى طه حسين هم واحد: تعليم الفقراء. وقد سنّ نظاماً تفرض فيه الدولة على الميسورين ضريبة يتعلم من خلالها الفقراء إلزامياً. لكن التعليم الذي كان في عقل طه حسين لم يكن فقط محو الأمية، بل إقامة دولة العلم وشعبها، كما فعلت فرنسا.

وللحق فإن العميد كان عميداً في هذه المسألة وليس رائداً. الرواد كانوا محمد علي باشا، والخديوي إسماعيل، الذين أرسلوا شباب مصر إلى باريس يطلبون العلم في أرقى ما وصل إليه آنذاك. ونشروه في الجيش، والطب، وتحت كل القناطر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمة الرواد والمشردين أمة الرواد والمشردين



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 02:13 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تمثال لدبين قطبيين يُثير ذهول عملاء مركز تسوق

GMT 07:35 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

أفضل مناطق لسياحة التزلج على الجليد في أوروبا

GMT 14:22 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 3.2 درجة تضرب ولاية "مانيبور" الهندية

GMT 19:58 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أسماك القرش تنهش جثة لاعب كرة قدم في أستراليا

GMT 18:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشابي ألونسو يؤكد جوارديولا سبب رحيلي عن ريال مدريد

GMT 21:58 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لطيفة رأفت تلهب مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر جذاب

GMT 19:58 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن قدرات النمل في علاج نفسه والنباتات

GMT 16:57 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل مباراة الرجاء البيضاوي ورجاء بني ملال

GMT 13:23 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لعبة SPIDER-MAN الأكثر مبيعا داخل اليابان في سبتمبر

GMT 15:35 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

وفاة شخص في حادثة سير خطيرة وسط الدار البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib