عون مرَّ من هنا
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

عون مرَّ من هنا

المغرب اليوم -

عون مرَّ من هنا

غسان شربل
بقلم : غسان شربل

أعرف قسوةَ لقبِ الرئيس السابق. وأعرف أنَّ العماد عون يعشق القصر. ويفضله سابحاً في الفراغ على أن يشغلَه آخر. وأنَّه على مدى عقود اعتبره مسروقاً منه. لكنّني كنت أشتهي له وداعاً لائقاً يحترم آلام اللبنانيين وموقع الرئاسة وتجربة الرئيس. توهَّمت قبل شهور أن يعلنَ عون باكراً أنَّه يدعم وصولَ رئيسٍ وفاقي يخلفه مسقطاً شروطَ تياره وتعالي صهره الذي يخاطب المواطنين كأنَّه اخترع لبنان وأسكنهم فيه. لم يفعل. وتوهَّمت أيضاً أنَّ الرئيس المغادر سيوجّه كلمة اعتذار لأنَّ النكبة استفحلت في عهده وفشل على الأقل في خفض أوجاع المواطنين.
كانت خطبةُ الوداع مثيرةً ومؤسفة في آن. وكانت مفيدة أيضاً لمتابعي الشأن اللبناني. لم نكن نعرف مثلاً أنَّ الإنقاذ جاءنا من ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. يا للهول. وأنَّ عون تسلَّم القصر ستَ سنوات لكنَّه لم يتسلَّم الرئاسة. وأنَّه أقام في القصر بوصفه معارضاً متنكراً في صورة رئيس. ولم نكن نعرف أنَّ رئيس المجلس الأعلى للقضاء القاضي النزيه سهيل عبود مجرمٌ خطرٌ يتحمَّل مسؤوليةَ عرقلة التحقيق في اغتيال المرفأ والمدينة. ومن حسن الحظ أنَّه لم يتَّهم عبود بزرع نيترات الأمونيوم في المرفأ عن سابق تصور وتصميم. يا للهول.
كنا نتمنَّى نجاحَك. من أجل البلاد والعباد. ومن أجل أن تعوّض في عهدك الرئاسي عن أخطاء وخطايا ارتكبتها مع غيرك في زمن سابق. لم يحدث ذلك. لكن لا يحق لك أن تطلَّ في اليوم الأخير ومن القصر مبرراً ومحللاً ومراقباً. هل تذكر كيف غادر الجنرال شارل ديغول القصر؟ وهل تذكر كيف غادرَه اللواء فؤاد شهاب؟ لماذا تتحدَّث كأنَّك لم تكن في القصر ولم تكن في الحرب؟
أخاطبُك باحترامٍ كاملٍ لموقعِك وسنّك وأنصارِك. لكن لا يحقُّ لك أنْ تطلَّ في اليوم الأخير لهجاء «المنظومة الفاسدة». لماذا قبلت أن تحملَك المنظومة نفسُها إلى القصر، ولم تترك معبراً إلا وسلكتَه للوصول إليه؟ ولماذا لم تشترط تفويضك بتحقيق برنامجك؟ لا أريد إيقاظ المواجع وأحاديث المدافع، لكن ببساطة لا يحق لك أن تغسلَ يديك ممَّا حدث في عهدك؟ لماذا مثلاً لم تهدد بالاستقالة إذا لم يحاكم حاكم البنك المركزي وهو يستحق المحاكمة؟ لقد شهدت من نافذة قصرك انحداراً متسارعاً لبلاد كانت تتوقَّع منك عكس ما فعلت.
قبل ما يزيد قليلاً على ثلاثة عقود ذهبت من «الشرق الأوسط» إلى قصر بعبدا وهو كان في عهدة الجنرال ميشال عون. كان القصر يحمل جروحَ حربين أطلقهما الجنرال: واحدة ضد «القوات اللبنانية» وثانية ضد ما كان يسميه «الاحتلال السوري». كان الجنرال مرتدياً ثيابَه العسكرية وقاطعاً في مواقفه. ولدى خروجي شعرت بشيءٍ من القلق. ليس فقط لأنَّ الرجل يرفض أن يقرأ موازين القوى، بل أيضاً لأنَّه يبدو من جماعة «القصر أو القبر».
ميشال عون لاعب لا تعوزه البراعة في العزف على مشاعر أنصاره ومخاوفهم. لم يختر القبر في القصر. لبس ثوبَ الضحية وغادر إلى السفارة الفرنسية ومنها إلى المنفى. ذهبت إليه في منفاه الفرنسي. لم يكن سراً أنَّه يتطلَّع إلى عودة ديغولية وكأن المصير الديغولي متاح لأي ضابط تتفاقم أحلامُه في عتمة الثكنة. وزادتني قدرتُه على الاستنتاج الخاطئ رغبةً في معرفته ومتابعته والسؤال عنه.
لا يجوز رفع شارة النصر وسط ركام بلد يموت. أقول يموت وأعني ما أقول. بلد جائع يتخبَّط في القعر. خسر شبابَه ودورَه ومعناه. خسر مرفأه وعاصمتَه وجامعتَه ومستشفاه وسياحتَه. بلد وقع في النسيان الإقليمي والدولي وتذكره العالم قليلاً حين تصاعدت الحاجة إلى الغاز. وربما لأنَّ إسرائيل ستتحوَّل مصدراً رئيسياً للغاز إلى أوروبا التي تتلوَّى على نار الحرب في أوكرانيا.
لا يجوز رفع شارة النصر لا من قبل الرئيس المغادر ولا من خصومه. في رفع شارة النصر احتقار لأهالي من قفزوا إلى «قوارب الموت». هربوا من أسماك البر فوقعوا بين أشداق أسماك البحر. واحتقار أيضاً لمن يفتّشون في أكوام النفايات عما يرد الجوع عن أطفالهم. وللنساء الدامعات في وداع الأولاد المهاجرين. وهو احتقار للشهداء والأموات والأحياء. الأعراس فوق المقابر خيانةٌ للمقيمين فيها بفعل حروب كثيرة وكثيرين. لقد ضاع دم الشهداء. جميع الشهداء بلا استثناء. كيف ينتصر الشهداءُ إذا ماتت بلادُهم؟
من الظلم تصوير عون وكأنَّه الصانع الوحيد للنكبة. ومن التضليل محاولة إعفائه من مسؤوليته. ولا بد دائماً من التذكر أنَّ عون زعيم منذ عقود. وأنَّه خسر حربين ولم تتراجع زعامته. في المنفى نفخ في جمر الحنين إلى القصر حتى ناله. الوقت ليس مناسباً لمناقشة مدى دقة ما يقوله الخبثاء. يقولون إنَّه كوفئ بالقصر رداً على دوره في تفكيك حركة «14 آذار» وموقفه من الاغتيالات، وانجذابه إلى حلف الأقليات وقبوله بتعايش «ما يشبه الدولة مع دولة السلاح». لا عون يرحم أخصامه ولا هم يفعلون.
وثمة من يعتقد أنَّ عون تولَّى القصر ولم يمارس الرئاسة. جلس زعيماً في القصر لا رئيساً. مشكلته لم تكن فقط ضآلة الصلاحيات. مشكلته كانت أيضاً عدم تمكنه من امتلاك هالة الرئاسة وخلع ثياب الزعيم. مرَّ عون في القصر زعيماً لأنصاره لا رئيساً للجمهورية.
أمضينا العمر نطارد روايات «المنقذين». معمر القذافي وجعفر نميري وعلي عبد الله صالح وغيرهم. وها هي تختتم قصة «المنقذ» اللبناني الذي كلَّف بلاده غالياً. قصة شائكة وحزينة. لم ينقذ الرجل صورته ولم ينقذ بلاده. جاء على حصان الفراغ وها هو يغادر القصر على الحصان نفسه. ومن يدري فقد يتسلَّل ليلاً عسكريٌّ من الحرس الجمهوري ليكتبَ على جدار القصر عبارة مؤلمة هي «عون مرَّ من هنا». كانت خطبةُ الوداع محزنةً. فصلٌ جليلٌ في علم التضليل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عون مرَّ من هنا عون مرَّ من هنا



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك

GMT 14:11 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

رسم للفنان الفرنسي

GMT 19:48 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

هذا نذير شؤم

GMT 07:23 2015 الجمعة ,20 شباط / فبراير

عموري مبارك: صوت الأمل الجريح

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكر النسونجي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib