المنهج السعودي النموذج

المنهج السعودي النموذج

المغرب اليوم -

المنهج السعودي النموذج

بكر عويضة
بكر عويضة

مَثلُ قيام الدُول، ثم النهوض بمهمات ترسيخ كياناتها، وضمان السير بها على طريق نهوض مستمر، بغرض بلوغ الأفضل، هو كَمثل قيام مؤسسات أعمال يضع أساس نشوئها فرد، أو جمع من أفراد، تجمعهم رؤى تنسجم في تطلعاتها، وتتناغم عند وضع سُبل تحقيقها، فتبلغ مراميها بيسر، رغم مشاق العمل، إذ ليس من هدف يتحقق بلا بذل جهد، وتصبب عرق، وما استنعم الرفاهَ أحدٌ، ظاناً دوام كل النِعَم إلى الأبد، بلا إرهاق تعب السهر عليها، إلا تجده يصحو ذات يوم نادماً، يقول ليته اخشوشن، ولو بعضاً من الوقت، فربما دامت له، ولِمن أحبَ من بعده، نعمة أضاعها سوء إداراتها، وغياب نُظم عمل تتيح البناء على راسخ الأسس، ما ينفع الناس في كل مكان، وأي زمان. وثائق سجلات التاريخ تحفل بأكثر من مثال يشهد، من خلال وقائع ماثلة لكل عين تبصر، على صدق القول إن كل شيء بُني على أساس سليم، سوف تترسخ جذوره في باطن الأرض، كي ينهض بثبات فوقها، ثم يقوى عوده، فيتعزز وجوده، ويزهر ثمره، فيعم خيره وينتشر. المملكة العربية السعودية، بإيجاز شديد، أحد أبرز أمثلة الزمن المعاصر على واقعية قول كهذا ومدى صدقيته.

الخميس الماضي، كانت السعودية على موعد مع يوم سنوي، يتم من خلال فعاليات الاحتفال بزخم ما يحمل من المعاني، تجديد تفعيل العهد. قصدتُ بكلمتيّ «تجديد» و«تفعيل» الاستعانة بمفردات العصر، التي منها تتشكل لغة أجيال الإنترنت الشابة؛ كما في «REFRESHING» و«REACTIVATE». لماذا؟ أجيب عن الاستفسار بسؤال لعله يوضح المقصود: أليست صورة الواقع السعودي على درجة من رُقي شفافية الوضوح بحيث تُغني عن أي إسهاب في الشرح؟ هي كذلك، حقاً. الدليل قائم في وقائع ما يحدث على الأرض السعودية، في وضح النهار، وفي كل وقت. تلك وقائع تقول إنها مملكة جيل شاب يتطلع، بكثير من الأمل إلى تعزيز بناء اليوم، من أجل إنجاز الغد الأفضل. ألا يكفي التأمل في صور المبتهجين والمبتهجات باليوم السنوي للوطن، كي يرى كل مبصر بعقل مستنير أن المجتمع السعودي المتجدد الدماء، وبالتالي العطاء والحيوية، موجود بالفعل. هؤلاء شبان وشابات «رؤية 2030»، هم وهن قلبها النابض، وسواعدها التي تحلّق في فضاء عولمة الإنترنت، فتتألق، لكنها تبقى واثقة الأقدام على أرض واقعها، تجّل قِيَّم الأجداد، تنهل من تراث المؤسسين القيِّم، فتتذكر كل حدث جلل سبق توحيد بلادها، وتأسيس مملكتها، قبل واحد وتسعين عاماً، ولا تنسى، بالتالي، أن الإقدام على التغيير، لن يعني مطلقاً نسيان الجذور، أو العقوق ونكران الجميل.

ذلك، على وجه التحديد، معنى تجديد الأجيال الجديدة للعهد. إنه عهد الوفاء للتواصل القائم بين أجيال السعودية على مر العقود. تلك خاصية على درجة عالية من الأهمية أخفق في فهم معانيها كثير من مفكري العالم العربي، باختلاف تياراتهم وتعدد مناهجها، وفي مراحل عدة، سواء عندما طغى ما عُرف بالمد العروبي، أو عبر محاولات الفكر الأممي، ثم الليبرالي، وصولاً إلى الاستيلاء على الدين الحنيف ككل، واختطاف الإسلام بادعاء زائف زعم أنه يريد العودة إلى زمن السلفية. أغلب مفكري هذه التيارات، فشلوا في فهم طبيعة الوفاء المتأصل في أغلبية السعوديين إزاء، أولاً، فسيفساء نسيجهم الاجتماعي، وثانياً تجاه العلاقة بين ولي الأمر والرعيّة. إنها علاقة فيها من الأبوية ما صعب فهمه على كثيرين في العالم العربي. هل يعني هذا أن انسجام العلاقة لم يتعرض لأي محاولات تعكير صفو؟ كلا بالطبع. إنما أين هي الأسرة، منذ عرف البشر تكوين الأُسَر على الأرض، وأين هو المجتمع، مذ عرفت البشرية تشكل المجتمعات المدنية، اللذان لم يتعرضا لأذى من يسعى للتخريب ونشر البغضاء؟

نعم، معروف كم مرت السعودية بعواصف كثيرة أرادت تفكيك مكونات توحدها، وتخريب أساسات قيامها ككل. إنما يعرف الجميع كذلك، أن منهج الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، القائم في الأساس على نهج الإسلام الحنيف، هو الذي جعل من تأسيس المملكة النموذج الذي سوف يشكل درعها الحامي لها في مستقبل الأيام. ذلك ما حصل فعلاً. وهو ما ينعم به الآن الجيل السعودي الشاب في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان، وهو ما ستنعم به أجيال الغد الأفضل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنهج السعودي النموذج المنهج السعودي النموذج



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة

GMT 08:05 2022 الأحد ,20 آذار/ مارس

مطاعم لندن تتحدى الأزمات بالرومانسية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib