هل فشلت مقاطعة قطر

هل فشلت مقاطعة قطر؟

المغرب اليوم -

هل فشلت مقاطعة قطر

بقلم - عبد الرحمن الراشد

مجموعة مقالات حول مرور عام على مقاطعة قطر نُشرت تُمجّد صمودها ونجاحها، ضمن حملة علاقات عامة. والواضح للعيان أن الدوحة لم تتوقف عن محاولاتها، وبكل الطرق، إنهاء القطيعة وإعادة العلاقات، لكنها لم تنجح. أحد التقارير الدعائية يشير إلى أن قطر تملك ما يكفيها للصمود أمام «الحصار» مائة عام، ولن تنجح الدول الأربع التي قطعت العلاقة في النيل من اقتصاد وقدرات حكومة الدوحة.
وما دامت قطر لم تتأثر، ولا تبالي، إذن فلماذا تسعى بكل السبل لإقناع المؤسسات الأميركية الرسمية بالتدخل لإنهاء القطيعة؟ لماذا الركض في كل الاتجاهات والدعوة للتدخل وإجبار الدول على إعادة العلاقات معها؟
الدول الأربع لا تجهل أمرين واضحين جداً؛ أن قطر سوق صغيرة وبنك كبير، أي أنها بأموالها الوفيرة تستطيع بسهولة توفير حاجات سوقها الصغيرة من أي مكان في العالم من خلال الشحن الجوي. ومنذ البداية لم يوجد وهم بأن سلاح الاقتصاد سيضطرها إلى التنازل سياسياً.
إذن، لماذا قوطعت وأُغلقت الحدود في وجه طيرانها وبضائعها؟ الدول الأربع تشتكي من أن قطر تموّل الجماعات المتطرفة والمعارضة لها، وتدعم كل ما يهددها بالفوضى داخلياً، وجربت مع قطر عدة حلول بما فيها توقيع اتفاقيات ولم تحترمها، وبالتالي قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية والاقتصادية. وإغلاق الأجواء والحدود البرية جاء نتيجة لذلك. المقاطعة أوجعت قطر، وهذا ليس هدفاً بذاته، فقد كان هناك خمسة ملايين مسافر من السعودية تنقلهم الخطوط الجوية القطرية وحدها سنوياً، وقد توقف نقلهم نهائياً، والأرقام التي تعلنها المؤسسات القطرية معظمها مخفَّف لا يعبر عن حجم خسائرها الحقيقية، لكنّ هذا لن يعرضها للإفلاس.
ما الذي حققه قرار قطع العلاقات مع الجارة الشقية قطر؟
حقق المطلوب للدول الأربع، وتحديداً السعودية والإمارات والبحرين، على اعتبار أن مصر أقل ارتباطاً بالدوحة. أنهت المقاطعة التدخلات القطرية في الشأن الداخلي لهذه الدول، بعد أن أصبح محرَّماً التعاون والتعامل مع أي طرف قطري أو أي طرف يمكن أن يعمل وكيلاً له. تم تدمير الشبكات الداخلية العاملة لقطر في هذه الدول والتي كانت تستفيد من الحدود المفتوحة. الدول الأربع ليست في حاجة إلى قطر، لا سياسياً ولا اقتصادياً، وبالتالي، هي أيضاً، بمقدورها أن تعيش من دونها مائة عام. إنما الحكومة القطرية تبدو وحيدة، ومعزولة، وتدرك أن شعبها ليس راضياً عن تصرفات حكومته بالتدخل في شؤون الدول الأخرى، وبالتأكيد ليس سعيداً أن يرى أبواب أربع دول، يعتبرها أهم دول له، مغلقة في وجهه. أما شعوب الدول الأربع فلا تبالي كثيراً بإلغاء قطر من خريطة زياراتها، فهي ليست مزاراً مألوفاً، وبدائلها كثيرة.
ماذا عن تهديد قطر بالتقارب مع إيران؟ العلاقة الجيدة بين الدوحة وطهران موجودة حتى قبل المقاطعة، ومثّلت مشكلة أفشلت التنسيق داخل مجلس التعاون الخليجي بسبب قطر. وإذا أرادت الدوحة توسيع مجالات الاستيراد والتصدير والتعاون المدني والعسكري مع نظام طهران فإنها ستصطدم مع الولايات المتحدة، التي تضع الدول المتعاملة مع إيران عرضة للعقوبات القاسية، خصوصاً في مجالات حيوية ذات ارتباط بالشركات والمصالح الأميركية.
أخيراً، معظم ما كُتب تمجيداً في صمود قطر دعاية أو تحليل ناقص لا يفهم طبيعة الخلاف الطويل مع الدوحة. فالهدف عزل الدوحة وسياستها، ووقف تعاملاتها معها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل فشلت مقاطعة قطر هل فشلت مقاطعة قطر



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 22:05 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يقول ما حصل في لبنان ليس هدنة بل اتفاق مستدام.
المغرب اليوم - هوكشتاين يقول ما حصل في لبنان  ليس هدنة بل اتفاق مستدام.

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة

GMT 08:05 2022 الأحد ,20 آذار/ مارس

مطاعم لندن تتحدى الأزمات بالرومانسية

GMT 15:13 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

شاب يذبح والدته ويلقيها عارية ويثير ضجة كبيرة في مصر

GMT 12:02 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

تعرفي علي اطلالات أزياء أمازيغية من الفنانات مغربيات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib