إيران ليست مشكلة الخليجيين

إيران ليست مشكلة الخليجيين

المغرب اليوم -

إيران ليست مشكلة الخليجيين

بقلم - عبد الرحمن الراشد

يتم تصوير النزاع السرمدي مع إيران على أنه خلاف سياسي بين النظام الإيراني وحكومات دول الخليج، وكذلك مع إسرائيل.
ولا أحد يشكك في التاريخ الطويل من الخلاف، جذوره وحوادثه، إنما ضحايا نظام ولاية الفقيه والحرس الثوري، أيضاً، دولاً وحكومات، أبعد من الخليج.
غالبية الشعب اللبناني عانت زمناً، أكثر من أي دولة عربية، من هيمنة إيران وممارساتها، بما فيها الاحتلال السوري الذي استمر ضمن تحالف بين طهران ودمشق. «حزب الله» مجرد مركز شرطة إيراني في لبنان يقوم بتنفيذ «الواجب» الذي أسس ومول من أجله. والسوريون هم أكثر شعب دفع الثمن بالدم من نتيجة نظام طهران، ما يزيد على نصف مليون قتيل وأكثر من عشرة ملايين مشرد في أنحاء العالم. ما كان لهذه المأساة المخيفة أن تحدث لولا تدخل إيران في الحرب.
وكذلك العراقيون. بعد الغزو الأميركي بعام نشط التدخل الإيراني على جبهتين، من خلال دعم «المقاومة» المسلحة السنية، ورعاية التنظيمات الإرهابية التي تجلب من سوريا إلى غرب العراق، ومن خلال جماعات شيعية مسلحة في الوسط والجنوب. وفشل العراقيين المستمر يعود جزئياً إلى مشروع الحرس الثوري الإيراني في أضعاف السلطة المركزية ودعم القوى السياسية والتنظيمات المسلحة الرافضة لمبدأ سيادة المركز.
شعب اليمن آخر ضحايا التدخل الإيراني. فقد نجح في إسقاط حكومة صنعاء من خلال جماعة مسلحة جلبت من شمال البلاد لتحكم بالسلاح والآيديولوجيا للمتطرفة.
وبطبيعة الحال لا نستطيع أن ننسى أن أكثر المتضررين من النظام الإيراني هم الإيرانيون، أكثر من سبعين مليون شخص يعيشون في بلد مغلق يدار من ميليشيات ثورية منذ قيام ثورة الخميني الدينية.
وبالتالي يمكن أن نعتبر وضع الدول الخليجية نسبياً أفضل حتى بوجود جيوب متمردة في البحرين السعودية والكويت، لأنها صغيرة نسبياً.
لبنان سيكون من أول المستفيدين، استقراره واطمئنان مواطنيه والأجانب ستجعله مركزاً اقتصادياً، إن جُرّد «حزب الله» من سلاحه، كنتيجة طبيعية لقطع نفوذ إيران. والوضع في سوريا قابل للإصلاح فقط بإخراج قاسم سليماني وميليشياته، وفرض حل سياسي مدعوم إقليمياً ودولياً. وبطبيعة الحال، فإن العراق بوصفها دولة نفطية غنية، كل ما يحتاج إليه ترك مؤسساته التشريعية والتنفيذية تعمل من دون تدخلات من طهران. وحرب اليمن ستتوقف في ساعة واحدة عند إنهاء نفوذ إيران مع المتمردين الحوثيين. وغزة ضحية هيمنة إيران، ستصبِح مثل رام الله، قطاعاً يصلح للحياة الآدمية وهذا أقل المأمول في حال إيقاف نفوذ إيران الإقليمي. المنطقة كلها ستنعم بسلام نسبي كبير. وهذا التصور ليس محض تخيل مبني على تمنيات، بل هو الواقع الذي كان سائداً قبل قيام الثورة الإيرانية.
في هذا الإطار، فإن سعي المجتمع الدولي لتغيير سلوك النظام الإيراني، وليس فقط تقليم مشروعه النووي العسكري، مشروع مهم للمنطقة، والعالم بأجمعه.
وحتى لا نبيع الوهم فإن الاحتمال ضعيف بأن يصل المفاوضون إلى هذه المرحلة إلا في حال صممت الحكومة الأميركية وساندتها بعض حكومات المنطقة وأوروبا. الضغط على نظام إيران قادر على تغيير سلوكه إن أراد البقاء، وهو الآن يعاني كثيراً وإن لم يصرخ عالياً. فالمظاهرات تقلصت لكنها لم تتوقف، أصبحت أكثر تنظيماً وأخطر عليه من المظاهرات العفوية السابقة، وهي تأخذ طابعاً يعبر عن حالة الرفض للقيود الاجتماعية واحتجاجات ضد أسلوب الإدارة الحكومية في أنحاء البلاد. وبشكل عام النظام في إيران استهلك نفسه، وكلما زاد ممارسات القمع، زاد الرفض والاحتجاجات ضده.
مع استمرار الضغط الشعبي الداخلي على النظام، وفي حال بدأ الضغط الدولي عليه فإن تغيير سلوك النظام ممكن، وإن قاوم فسيتغير النظام كله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران ليست مشكلة الخليجيين إيران ليست مشكلة الخليجيين



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة

GMT 08:05 2022 الأحد ,20 آذار/ مارس

مطاعم لندن تتحدى الأزمات بالرومانسية

GMT 15:13 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

شاب يذبح والدته ويلقيها عارية ويثير ضجة كبيرة في مصر

GMT 12:02 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

تعرفي علي اطلالات أزياء أمازيغية من الفنانات مغربيات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib